مسيرة رمزية في سفح الهرم تدعو لتعزيز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم في المجتمع دون حواجز من خلال استخدام التقنيات المساعدة
١٨ ديسمبر ٢٠٢٠
تُعد مسيرة مصر من أجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة هي الأولى التي يشارك فيها مايكل حداد خارج بلده لبنان في سلسلة من المسيرات يسعى لإنجازها في عدة بلدان في إطار مبادرته "خطوات لنتخطى جائحة كوفيد"، والتي تهدف إلى زيادة الوعي وتعبئة الموارد للمساعدة في التخفيف من الآثار السلبية للجائحة على الفئات الأكثر تأثرا —وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة— والدعوة إلى التعافي الأخضر والشامل للجميع ما بعد الجائحة.
القاهرة – في رحاب أهرامات الجيزة العريقة، أكمل اليوم حوالي خمسين من الرياضيات والرياضيين المصريين القادرين باختلاف، مسيرة مصر من أجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل تسليط الضوء على أهمية التقنيات المساعدة في توسيع آفاق الاستقلالية والمشاركة العامة لذوي الإعاقة في مصر. ورافقهم في المسيرة محترف رياضات التحمل وسفير النوايا الحسنة للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مايكل حداد.
وقال معالي الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة الذي رعى المسيرة: "سعدت اليوم بمشاركة هذه المجموعة المتميزة من شابات وشباب مصر الذين يتسلحون بالرياضة في تحديهم لِطَيفٍ واسعٍ من الإعاقات من أجل تحقيق ذاتهم والمشاركة بفاعلية في كافة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية." وأضاف "لقد حققت مصر إنجازات كبيرة في السنوات القليلة الماضية لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ورعاية حقوقهم وهو ما سنحتفي به الأسبوع القادم في احتفاليه قادرون باختلاف برعاية السيد رئيس الجمهورية."
وقالت المهندسة أمل مبدى، رئيسة الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية: "أن هذه المسيرة تضيف بعدا إقليميا ودوليا للاحتفالية الرئاسية التي تعقد تحت اسم قادرون باختلاف لتلقى الضوء على جهود الدولة لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. وكان الاتحاد هو الشريك الذي تعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر على تنظيم المسيرة، تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
وقالت رندا أبو الحسن، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر: "من خلال خطة 2030 وأهداف التنمية المستدامة المنبثقة عنها، قطع قادة العالم أجمع على أنفسهم وعداً بضمان شمول الكافة وألا يخلف ركب التنمية أحدا وراءه. وتلعب التقنيات المساعدة التي تيسر حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزز مشاركتهم في مجتمعاتهم دورا مهما في تحقيق ذلك الوعد،" وأضافت "يسعدنا التعاون مع كافة الجهات ذات الصلة من أجل دعم الجهود الرامية لإتاحة التقنيات المساعدة المناسبة للجميع وتطويرها وانتاجها محليا."
ويعتمد الأشخاص ذوي الإعاقة والذين يمثلون 10-15% من سكان العالم بما يزيد على المليار نسمة، يعيش منهم في مصر حوالي 12 مليون، على التقنيات المساعدة بمختلف أنواعها لتساعدهم على القيام بوظائف أساسية في حياتهم اليومية قد تكون صعبة أو تبدو في بعض الأحيان مستحيلة. وتتراوح تلك التقنيات بين البسيطة مثل معينات الحركة من العكازات والكراسي المتحركة يدوياً والتقنيات الوسيطة والمتطورة من البرمجيات المعينة للسمع والبصر والنطق والذاكرة عبر الحاسوب والهواتف المحمولة، والأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية الآلية والالكترونية فائقة التطور.
وقال معالي الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار: "سعدنا باستضافة هذه المسيرة اليوم في منطقة أهرامات الجيزة لنؤكد حرص مصر بما تملكه من أهم معالم التراث الثقافي العالمي على اتاحته للإنسانية جمعاء دون أية حواجز" وأضاف "فنحن لا ننظر للسياحة الدامجة لذوي الإعاقة باعتبارها واحدة من المنتجات السياحية الأساسية فحسب ولكن كمسؤولية أدبية والتزام بشمول كافة المصريين، بل ومن كل أنحاء العالم للتمتع بما أنتجته أقدم أعرق حضارات العالم."
وتعد مسيرة مصر من أجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة هي الأولى التي يشارك فيها مايكل حداد خارج بلده لبنان في سلسلة من المسيرات يسعى لإنجازها في عدة بلدان في إطار مبادرته "خطوات لنتخطى جائحة كوفيد"، والتي تهدف إلى زيادة الوعي وتعبئة الموارد للمساعدة في التخفيف من الآثار السلبية للجائحة على الفئات الأكثر تأثرا —وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة— والدعوة إلى التعافي الأخضر والشامل للجميع ما بعد الجائحة، وذلك في إطار عملة كسفير إقليمي للنوايا الحسنة من أجل العمل المناخي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقال مايكل حداد "شرفت اليوم بمشاركة إخوتي من الرياضيات والرياضيين المصريين القادرين باختلاف في هذه المسيرة لنبعث معا رسالة أمل وعزم على العمل بلا كلل على تعزيز المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في مصر والمنطقة العربية، بل والعالم كله، في كافة مناحي الحياة على قدم المساواة ودون حواجز،" وأضاف "وما كان لي أن أبدأ في مسعاي العالمي هذا من أي مكان آخر إلا من مصر، أم الدنيا، والتي أكن لها في قلبي مكانة عزيزة، وإن شاركني في إعزازها الكثيرين عربيا وعالميا."
وكان محترف رياضات التحمل مايكل حداد الذي أصيب بالشلل من الصدر إلى أسفل قد طوّر طريقة فريدة في الحركة "بالمشي بنقل الخطوات"، مستخدماً هيكلاً مساعداً عالي التقنية لتثبيت صدره وساقيه لحفظ التوازن. وتخضع طريقته حاليا للبحث والدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة الأمريكية اللبنانية، قد يستفيد منها الملايين من ذوي الاعاقات المماثلة عبر العالم.
وقال آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تحيته للمسيرة والتي ضمنها في رسالة مسجلة عبر الفيديو: "اليوم إذ نسعى معا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع البلدان تلعب هذه المسيرة دورًا حاسمًا في لفت الانتباه إلى أنه علينا أن نغتم الفرصة للاستفادة من إمكانات التكنولوجيا والابتكار لتغيير الحياة للأفضل في كل شيء، من القضاء على الفقر إلى الحد من عدم المساواة إلى ضمان الوصول إلى تعليم جيد،" وأضاف "ومايكل وزملاؤه من الرياضيات والرياضيين المصريين بمسيرتهم اليوم هم أفضل من يمكنهم تبيان أهمية وضع إمكانات التكنولوجيا في مركز الصدارة."