اللاجئون وطالبو اللجوء يحصلون على لقاح كوفيد-19 في مصر
يتلقى اللاجئون الخدمات الطبية على قدم المساواة مع المصريين وحصل مئات اللاجئين وطالبي اللجوء في أنحاء مصر حصلوا على لقاحات كوفيد.
لم يعتقد أبدًا رفعت زيادة، لاجىء سوري يبلغ من العمر 59 عامًا، أنه سيكون من أوائل اللاجئين الذين يتلقون لقاح كوفيد-19 في مصر. بدأت قصة زيادة عندما بدأت مصر في طرح اللقاح على مستوى البلاد في وقت سابق من هذا العام، وتم إدراج اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في خطة الاستجابة الوطنية الحكومية لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
ويقول زيادة: “لم أدرك في البداية أن عائلتي مؤهلة للتسجيل لتلقي اللقاح باستخدام وثائق هوية المفوضية، حتى أبلغني أحد الأطباء في كاريتاس، شريك منفذ للمفوضية في مجال للرعاية الصحية الأولية إننا مدرجين في خطة الدولة لمحاربة الفيروس”.
تقوم المفوضية منذ عام 1954 بتسجيل طالبي اللجوء وتحديد وضعهم بناءًا على تفويض من الحكومة المصرية، ولتقنين وضع اللاجئين في البلاد يتم استخراج وثائق تثبت هويتهم من قبل المفوضية وبذلك يمكنهم الوصول إلى مجموعة من الحقوق، بما في ذلك الحصول على تصاريح الإقامة والحماية من الإعادة القسرية وخدمات صحية وتعليمية أخرى.
“كنت مترددًا في البداية، لكن بعد أسابيع قليلة من تعافيي من عدوى كوفيد-19 الشديدة التي أثرت بشكل خطير على صحتي وتركتني عاطلاً عن العمل لمدة شهر، سجلت نفسي وعائلتي بأكملها أملاً في فرصة لتلقي اللقاح، فلا يوجد احتمالية أن أتعافى من هذا الفيروس إذا أصبت به مجددًا،” أوضح زيادة أسباب سعيه للحصول على اللقاح هو وأسرته.
وقد تم تأكيد موعد تلقي زيادة وزوجته في خلال أسابيع، حيث وصلت لهم رسالة هاتفية وتوجهوا إلى مركز التطعيم في الحي الذي يقيمون فيه، وفي أقل من 30 دقيقة، تلقى الزوجان أول تطعيم مجاني لهما.
يقول السيد بابلو ماتيو، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى جمهورية مصر العربية ولدى جامعة الدول العربية: “نحن ممتنون للحكومة المصرية على كرمها في إدراج اللاجئين وطالبي اللجوء في خطة الاستجابة الوطنية لفيروس كورونا المستجد، سواء في الرعاية الصحية أو تلقي اللقاح”.
ويُعتبر زيادة واحد من بين مئات اللاجئين وطالبي اللجوء الذين تلقوا اللقاح في جميع أنحاء مصر، وفقًا لخطة الحكومة لإعطاء الأولوية لكبار السن والأفراد الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
“لقد خلقت جائحة كوفيد-19 تحديات غير مسبوقة على مستوى العالم وجعلت اللاجئين وطالبي اللجوء معرضين للخطر بشكل خاص. وقد دعت المفوضية إلى إدراج اللاجئين في عمليات طرح اللقاحات الوطنية في جميع أنحاء العالم، لأنه لن يصبح العالم آمن حتى يصبح الجميع آمنًا، وهذا يعني أهمية ألا نترك أي فرد بلا إمكانية الوصول إلى القاح، بما في ذلك اللاجئين وطالبي اللجوء”، أضاف السيد ماتيو.
أتى زيادة إلى مصر وأصبح لاجئًا في عام 2013، ومنذ ذلك الوقت وهو يتلقى الدعم الطبي من شركاء المفوضية وكذلك من مرافق الرعاية الصحية العامة، بموجب مذكرة تفاهم موقعة في عام 2016 بين الحكومة المصرية والمفوضية لضمان إمكانية حصول جميع اللاجئين وطالبي اللجوء على الرعاية الصحية على قدم المساواة مع المواطنين المصريين.
وإلى جانب تلقي اللاجئين الخدمات الطبية على قدم المساواة مع المصريين، فيتم أيضًا تضمين اللاجئين وطالبي اللجوءا في المبادرات الصحية الوطنية المختلفة مثل حملة “100 مليون صحة” التي تهدف إلى اكتشاف والقضاء على التهاب الكبد الوبائي سي في مصر بحلول عام 2023؛ هذا إلى جانب الحملات الوطنية لمكافحة شلل الأطفال التي تستهدف الأطفال حتى سن الخامسة؛ ومؤخراً، انطلاق حملة الكشف المبكر عن ضعف السمع لحديثي الولادة في 1،346 منشأة صحية في جميع أنحاء مصر.
واعتبارًا من سبتمبر 2021، تستضيف مصر أكثر من 265 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى مفوضية اللاجئين من 60 جنسية مختلفة. ويعتبر معظم اللاجئين في مصر من بين الفئات الأكثر احتياجاً، حيث يعاني سبعة من كل 10 لاجئين من عدم القدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية. وبالتعاون الفعال مع وزارة الصحة والسكان، تضمن المفوضية وشركاؤها ومقدمو الرعاية الصحية العامة حصول اللاجئين وطالبي اللجوء مثل زيادة وغيرهم على المساعدة والدعم اللازمين لتلقي الرعاية الطبية بتكلفة رمزية.