الأمم المتحدة تدعو للوقف الإنساني لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن وتجنب التصعيد الإقليمي
١٦ يناير ٢٠٢٤
تزامنا مع مرور 100 يوم منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، جدد الأمين العام للأمم المتحدة الدعوة للوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها في غزة وتيسير الإفراج عن الرهائن وإخماد لهيب حرب أوسع نطاقا.
وفي تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة قال أنطونيو غوتيريش إن طول أمد الصراع في غزة سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات. وأضاف: "لا يمكننا أن نرى في لبنان ما نراه في غزة، ولا يمكننا أن نسمح باستمرار ما
يحدث في غزة".
وقال غوتيريش إنه يفكر كل يوم في معاناة أسر الرهائن، التي التقاها. وجدد المطالبة بالإفراج الفوري وبدون شروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة. وشدد على ضرورة معاملتهم بشكل إنساني والسماح للجمعية الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم ومساعدتهم.
وأضاف غوتيريش: "التقارير عن العنف الجنسي المرتكب من حماس وآخرين في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يجب أن يتم التحقيق فيها بشكل صارم ومقاضاتها. لا شيء يمكن أن يبرر تعمد قتل وإصابة واختطاف المدنيين أو إطلاق الصواريخ باتجاه أهداف مدنية".
وفي نفس الوقت قال أنطونيو غوتيريش إن الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية على غزة على مدى 100 يوم، أطلقت العنان لدمار شامل ومستويات من قتل المدنيين بمعدل غير مسبوق منذ توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة. وأشار غوتيريش إلى أن الغالبية العظمى من القتلى في غزة، من النساء والأطفال. وقال "إن شيئا لا يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وأضاف الأمين العام أن الوضع الإنساني في غزة لا يمكن وصفه بالكلمات، مؤكدا عدم وجود مكان آمن في القطاع. وذكر أن السكان المصابين بالصدمات يُدفعون إلى التوجه إلى أماكن متقلصة في المساحة بالجنوب، أصبحت مكتظة بشكل خطير لا يمكن احتماله.
وفيما اُتخذت بعض الخطوات لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال الأمين العام إن الإغاثة المنقذة للحياة لا تصل- بالكم الكافي- إلى الناس الذين تحملوا شهورا من الهجمات المتواصلة. وقال إن شبح المجاعة يخيم على سكان غزة، مع مخاطر تفشي الأمراض وسوء التغذية والتهديدات الصحية الأخرى.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني. وأشار إلى بدء عمل سيخريد كاخ كبيرة منسقي الإغاثة وإعادة الإعمار لغزة، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720.
وطلب من جميع الدول وأطراف الصراع التعاون الكامل معها فيما تعمل أيضا مع أعضاء مجلس الأمن والأطراف الإقليمية على تنفيذ الولاية المحددة في قرار المجلس.
تحديات هائلة أمام عملية الإغاثة في غزة
وقال غوتيريش إن عملية الإغاثة الفعالة في غزة، أو أي مكان آخر، تتطلب عددا من الأمور الأساسية تتمثل في ضمان الأمن، وتوفير البيئة الآمنة لعاملي الإغاثة، ووضع التدابير اللوجيستية الضرورية واستئناف النشاط التجاري.
وتطرق إلى التحديات التي تواجه توصيل المساعدات، وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها لا يستطيعون توصيل المساعدات بشكل فعال في ظل استمرار القصف العنيف والمتواصل وواسع النطاق على غزة. وذكر أن ذلك يعرض للخطر حياة من يتلقون المساعدات ومن يوزعونها. وأشار إلى أن الغالبية العظمى من موظفي الأمم المتحدة الفلسطينيين في غزة اضطروا إلى النزوح ومغادرة منازلهم.
وقد قُتل 152 موظفا أمميا في غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهي أكبر خسارة بشرية تتكبدها المنظمة في تاريخها في صراع واحد. وقال الأمين العام إن عاملي الإغاثة، رغم الضغوط الهائلة وعدم توفر ضمانات السلامة، يواصلون بذل قصارى جهدهم لتوصيل المساعدات إلى غزة. وكرر الدعوة للوصول الإنساني العاجل والآمن والمُوسع والمستدام بدون عوائق إلى قطاع غزة ومختلف أنحائه.
وتحدث غوتيريش عن العوائق الكبيرة التي تواجهها عمليات الإغاثة على الحدود مع غزة. وقال إن دخول المواد الحيوية، بما فيها المعدات الطبية المنقذة للحياة وقطع الغيار الضرورية لإصلاح البنية الأساسية، قُوبلت بالرفض بدون تفسير أو بقدر ضئيل منه، بما عرقل دخول الإمدادات المهمة واستئناف الخدمات الأساسية.
وقال الأمين العام إن توزيع المساعدات داخل غزة يواجه عراقيل أيضا، تشمل تكرار رفض الوصول إلى الشمال حيث يوجد مئات آلاف المدنيين. وقال إن 7 فقط من 29 بعثة مساعدات إلى الشمال، قد تمكنت من الوصول إلى هذا الجزء من غزة منذ بداية العام.
وشدد غوتيريش على ضرورة أن تحترم أطراف الصراع القانون الدولي الإنساني، وأن تحترم وتحمي المدنيين
وتضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما أكد ضرورة زيادة الإمدادات التجارية للسلع الأساسية بشكل واسع وفوري. وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها لا يمكنهم وحدهم أن يوفروا الضروريات التي يجب أن تتوفر أيضا في الأسواق لجميع السكان.
"كفوا عن اللعب بالنار عبر الخط الأزرق"
وتطرق غوتيريش إلى الأوضاع المتوترة في الضفة الغربية المحتلة، ومفاقمة العنف للأزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية. وقال إن التوترات تتصاعد بشكل كبير أيضا في البحر الأحمر وخارجه، وقد يكون من المستحيل قريبا احتواؤها.
وأبدى القلق البالغ بشأن التبادل اليومي لإطلاق النار على الخط الأزرق. وقال إن ذلك يهدد بإشعال تصعيد واسع بين إسرائيل ولبنان ويؤثر بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي. وقال إن عشرات آلاف الأشخاص في شمال إسرائيل وجنوب لبنان قد نزحوا بسبب القتال، مع ظل تقييد الوصول الإنساني في لبنان.
ودعا غوتيريش الأطراف إلى "التوقف عن اللعب بالنار عبر الخط الأزرق، وإلى تهدئة التوتر، وإنهاء الأعمال العدائية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701".
(المصدر: أخبار الأمم المتحدة)