في مصر.. محترف رياضات التحمل مايكل حداد يقود مسيرة مُلهمة تدعو لتعزيز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة بالاعتماد على التكنولوجيات المساعدة
٢٠ ديسمبر ٢٠٢٠
المسيرة هي الأولى التي يشارك فيها مايكل حداد خارج بلده لبنان في سلسلة من المسيرات يسعى لإنجازها في عدة بلدان في إطار مبادرته "خطوات لنتخطى جائحة كوفيد".
"فقط انظروا خلفكم وسترون أنه منذ آلاف السنين تمكن الإنسان من بناء المعجزة؛ الأهرامات،" استعان محترف رياضات التحمل، مايكل حداد، بهذه الكلمات الملهمة ليشير إلى ما تحمله التكنولوجيات المساعدة الجديدة من وعد، وهو يخاطب نحو خمسين من المصريين القادرين باختلاف، والذين كانوا يتأهبون لإكمال "مسيرة مصر من أجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة".
تهدف المسيرة التي انطلقت يوم الجمعة 18 ديسمبر، وامتدت لمسافة خمسة كيلومترات فوق هضبة أهرامات الجيزة في مصر، إلى تسليط الضوء على أهمية التكنولوجيات المساعدة في توسيع آفاق الاستقلالية والمشاركة العامة لذوي الإعاقة في مصر. وشارك فيها إلى جانب السيد مايكل حداد، مسؤولون مصريون وأمميون ومن الوسط الإعلامي.
وكان محترف رياضات التحمل مايكل حداد الذي أصيب بالشلل من الصدر إلى أسفل قد طوّر طريقة فريدة في الحركة "بالمشي بنقل الخطوات"، مستخدماً هيكلاً مساعداً عالي التقنية لتثبيت صدره وساقيه لحفظ التوازن. وتخضع طريقته حاليا للبحث والدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة الأمريكية اللبنانية، قد يستفيد منها الملايين من ذوي الاعاقات المماثلة عبر العالم.
وقال السيد حداد، سفير النوايا الحسنة للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "تلك التكنولوجيا ساعدتني على الوقوف أمامكم اليوم، وتلك التكنولوجيا سوف تساعد أيضا ملايين آخرين على المشي،" لافتا إلى أن التكنولوجيا قادرة على تمكين ما يزيد عن 12 مليون من الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر، إلى جانب نحو 50 مليون من الأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية، لكي يكون لهم دور بناء في مجتمعاتهم.
"لقد حققت مصر إنجازات كبيرة في السنوات القليلة الماضية لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ورعاية حقوقهم وهو ما سنحتفي به الأسبوع القادم في احتفاليه قادرون باختلاف برعاية السيد رئيس الجمهورية."
وتعد مسيرة مصر من أجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة هي الأولى التي يشارك فيها مايكل حداد خارج بلده لبنان في سلسلة من المسيرات يسعى لإنجازها في عدة بلدان في إطار مبادرته "خطوات لنتخطى جائحة كوفيد"، والتي تهدف إلى زيادة الوعي وتعبئة الموارد للمساعدة في التخفيف من الآثار السلبية للجائحة على الفئات الأكثر تأثرا —وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة— والدعوة إلى التعافي الأخضر والشامل للجميع ما بعد الجائحة، وذلك في إطار عملة كسفير إقليمي للنوايا الحسنة من أجل العمل المناخي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويعتمد الأشخاص ذوي الإعاقة والذين يمثلون 10-15% من سكان العالم بما يزيد على المليار نسمة، يعيش منهم في مصر حوالي 12 مليون، على التقنيات المساعدة بمختلف أنواعها لتساعدهم على القيام بوظائف أساسية في حياتهم اليومية قد تكون صعبة أو تبدو في بعض الأحيان مستحيلة. وتتراوح تلك التقنيات بين البسيطة مثل معينات الحركة من العكازات والكراسي المتحركة يدوياً والتقنيات الوسيطة والمتطورة من البرمجيات المعينة للسمع والبصر والنطق والذاكرة عبر الحاسوب والهواتف المحمولة، والأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية الآلية والالكترونية فائقة التطور.
وقال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة الذي رعى المسيرة إن "مصر حققت إنجازات كبيرة في السنوات القليلة الماضية لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ورعاية حقوقهم وهو ما سنحتفي به الأسبوع القادم في احتفاليه قادرون باختلاف برعاية السيد رئيس الجمهورية."
وتضيف هذه المسيرة - كما تقول المهندسة أمل مبدى، رئيسة الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية - بعدا إقليميا ودوليا للاحتفالية الرئاسية التي تعقد تحت اسم قادرون باختلاف لتلقى الضوء على جهود الدولة لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. وكان الاتحاد هو الشريك الذي تعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر على تنظيم المسيرة، تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
ومن خلال خطة 2030 وأهداف التنمية المستدامة المنبثقة عنها، قطع قادة العالم أجمع على أنفسهم وعداً بضمان شمول الكافة وألا يخلف ركب التنمية أحدا وراءه. وقالت رندة أبو الحسن، الممثلة المقيمة للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في مصر إن "التقنيات المساعدة التي تيسر حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزز مشاركتهم في مجتمعاتهم، تلعب دورا مهما في تحقيق ذلك الوعد،" وأضافت "يسعدنا التعاون مع كافة الجهات ذات الصلة من أجل دعم الجهود الرامية لإتاحة التقنيات المساعدة المناسبة للجميع وتطويرها وانتاجها محليا."
المسيرة التي انطلقت من هضبة الأهرامات التليدة، أكدت - كما قال وزير السياحة والآثار، الدكتور خالد العناني - حرص مصر بما تملكه من أهم معالم التراث الثقافي العالمي على اتاحته للإنسانية جمعاء دون أية حواجز". وقال العناني في بيان صحفي" ""نحن لا ننظر للسياحة الدامجة لذوي الإعاقة باعتبارها واحدة من المنتجات السياحية الأساسية فحسب ولكن كمسؤولية أدبية والتزام بشمول كافة المصريين، بل ومن كل أنحاء العالم للتمتع بما أنتجته أقدم أعرق حضارات العالم."
الخيط ذاته التقطه السيد حداد، بقوله إنه "ما كان لي أن أبدأ في مسعاي العالمي هذا من أي مكان آخر إلا من مصر، أم الدنيا، والتي أكن لها في قلبي مكانة عزيزة، وإن شاركني في إعزازها الكثيرين عربيا وعالميا."
وأضاف أنه، معا، بجانب رفاقه المصريين القادرين باختلاف، يبعثون رسالة أمل وعزم على العمل بلا كلل على تعزيز المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في مصر والمنطقة العربية، بل والعالم كله، في كافة مناحي الحياة على قدم المساواة ودون حواجز.
وقال آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تحيته للمسيرة والتي ضمنها في رسالة مسجلة عبر الفيديو: "اليوم إذ نسعى معا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع البلدان تلعب هذه المسيرة دورًا حاسمًا في لفت الانتباه إلى أنه علينا أن نغتم الفرصة للاستفادة من إمكانات التكنولوجيا والابتكار لتغيير الحياة للأفضل في كل شيء، من القضاء على الفقر إلى الحد من عدم المساواة إلى ضمان الوصول إلى تعليم جيد،" وأضاف "ومايكل وزملاؤه من الرياضيات والرياضيين المصريين بمسيرتهم اليوم هم أفضل من يمكنهم تبيان أهمية وضع إمكانات التكنولوجيا في مركز الصدارة."