رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة الموافق 29 مايو 2021
٢٩ مايو ٢٠٢١
- يركز الاحتفال هذا العام على الشباب والسلام والأمن كقضية محورية.
يكرم اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة أكثر من مليون امرأة ورجل عملوا في جبهات النزاعات وما يفوق 4,000 شخص فقدوا أرواحهم في أثناء أداء واجبهم. ولن ننسى أبدا خدمتهم وتضحياتهم في سبيل إحلال السلام.
وأعرب عن امتناني العميق للأفراد المدنيين وأفراد الشرطة والأفراد العسكريين البالغ عددهم 85,000 المنتشرين حاليا في بعض من أشد بقع النزاع صعوبة في العالم لحماية الضعفاء والمساعدة في إرساء دعائم السلام. وعلى الرغم من القيود المفروضة بسبب جائحة مرض فيروس كوفيد-19 وخطر الإصابة به، واصل هؤلاء الرجال والنساء أداء مهامهم والقيام في الوقت ذاته بإسداء الدعم للسلطات في مكافحة الجائحة. وإنني أتقدم بخالص التعازي لأسر حفظة السلام الذين وقعوا ضحايا لهذا المرض الرهيب.
ويركز الاحتفال هذا العام على الشباب والسلام والأمن كقضية محورية. ففي كل بلد يعمل فيه أفرادنا من حفظة السلام، لا يمكن أن يتحقق السلام إلا بمشاركة الشباب مشاركة فعلية. ويتعين على العالم أن يبذل المزيد من الجهود لتلبية احتياجات الشباب وإعلاء صوتهم وضمان وجودهم على طاولات اتخاذ القرارات.
وتؤدي بعثاتنا دورا مهما في حماية الشباب ودعمهم، ولا سيما منهم الشابات والفتيات، من أجل الحد من العنف والحفاظ على السلام. ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعمل بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار مع الشباب الذين يكونون عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة، لتوفير بدائل مستدامة ومجدية تصرفهم عن الانخراط في العنف. وفي جنوب السودان، ساعد إشراك هيئات الشباب في عمليات السلام في تمتين العلاقات بين الجهات الفاعلة على الصعيدين الوطني ودون الوطني. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى وفي مالي، عملت بعثتا الأمم المتحدة المتكاملتين المتعددتي الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي بشكل وثيق مع ممثلي الشباب لزيادة عدد المقترعين في الانتخابات الأخيرة.
ومن أعظم مواطن القوة لدى شبابنا من حفظة السلام، ولا سيما منهم الشابات اللائي يساهمن يوميا في دحض القوالب النمطية المجنسنة المستحكِمة وإلهام الشابات والفتيات إلى البحث عن مسالك وفرص غير تقليدية.
وتساعد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على تشجيع بناء السلام في بعض من أشد بقاع العالم خطورة. ونحن بمناسبة هذا اليوم وفي كل يوم نحيي تفاني حفظة السلام وشجاعتهم في مساعدة المجتمعات على ترك طريق الحروب والتماس سبل تقودها إلى تحقيق مستقبل أكثر أمنا واستقرارا.