رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الموافق 5 حزيران/يونيه 2021
٠٥ يونيو ٢٠٢١
-
لا يزال لدينا الوقت لعكس مسار الضرر الذي أوقعناه. ولعل هذا ما دفعنا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة إلى إعلان عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية.
إننا نقترب بسرعة من نقطة اللاعودة بالنسبة إلى الكوكب.
فنحن نواجه حالة طوارئ بيئية ثلاثية الأبعاد هي فقدان التنوع البيولوجي، واختلال المناخ، وتصاعد التلوث.
لقد أمضت البشرية عهودا طويلة جدا وهي تقطع غابات الأرض، وتلوث أنهارها ومحيطاتها، وتحرث مراعيها حتى صارت أثرا بعد عيْن.
إننا نخرب نفس النظم الإيكولوجية التي تقوم عليها مجتمعاتنا.
ونحن إذ نفعل ذلك، نعرض أنفسنا لخطر الحرمان من الغذاء والماء والموارد التي نحتاجها للبقاء على قيد الحياة.
والواقع أن تدهور العالم الطبيعي يقوض بالفعل رفاهية 3,2 بلايين شخص، أي 40 في المائة من البشرية.
ولحسن الحظ أن الأرض تتمتع بالقدرة على الصمود.
ولكنها بحاجة إلى مساعدتنا.
ولا يزال لدينا الوقت لعكس مسار الضرر الذي أوقعناه.
ولعل هذا ما دفعنا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة إلى إعلان عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية.
وستشارك في هذه الحركة العالمية الحكومات والمؤسسات التجارية والمجتمع المدني والمواطنون العاديون في مسعى لم يسبق له مثيل من أجل أن تسترد الأرض عافيتها.
فبإصلاح النظم الإيكولوجية، يمكننا أن نحرك عملية تحول تسهم في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.
وهذه مهمة جسيمة.
إذ نحتاج إلى إعادة غرس أشجار الغابات وحمايتها.
ونحتاج إلى تنظيف أنهارنا وبحارنا.
ونحتاج إلى جعل مدننا فضاءات خضراء.
وإنجاز هذه الأمور لن يحمي موارد الكوكب فحسب.
وإنما سيخلق ملايين الوظائف الجديدة بحلول عام 2030، ويدر عائدات تربو على 7 تريليونات دولار كل عام، ويساعد في القضاء على الفقر والجوع.
إن عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية هو نداء عالمي من أجل العمل.
وسوف يجمع بين الدعم السياسي والبحث العلمي والموارد المالية لتوسيع نطاق الإصلاح بشكل كبير.
ويمكن للجميع أن يساهموا في هذا المسعى.
لقد أخبرَنا العلمُ أن السنوات العشر القادمة هي فرصتنا الأخيرة لتجنب وقوع كارثة مناخية وعكس مسار مد التلوث القاتل ووضع حد لفقدان الأنواع.
فلنجعل إذن من هذا اليوم بداية عقد جديد - عقد نتصالح فيه أخيرا مع الطبيعة ونضمن مستقبلا أفضل للجميع.