مصر.. مبادرة تقودها الأمم المتحدة تسعى لتعزيز دور وسائل الإعلام في كسب تحدي التنمية المستدامة
٠٩ يونيو ٢٠٢١
مبادرة إعلام من أجل أهداف التنمية المستدامة تسعى لتمكين الصحفيين بالمعلومات والأدوات لإنتاج محتوى ملهم حول أهداف التنمية المستدامة في مصر.
القاهرة - بحضور المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، السيدة إلينا بانوفا، وبمشاركة مجموعة متنوعة من الصحفيين والإعلاميين المصريين وعدد من خبراء الأمم المتحدة في مصر، انطلقت يوم الإثنين، 7 يونيو/حزيران، المرحلة الثانية من مبادرة "إعلام من أجل أهداف التنمية المستدامة"، وهي مشروع تسعى من خلاله الأمم المتحدة في مصر إلى تعزيز مشاركة وسائل الإعلام المصرية في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويأتي انطلاق المرحلة الثانية من المبادرة في وقت بات فيه العمل من أجل الوفاء بوعد التنمية المستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى، في ظل جائحة كوفيد-19 التي قلبت لعالم رأسا على عقب، فهي لا تشكل أزمة صحية فحسب، وإنما أزمة اجتماعية واقتصادية عالمية مدمرة. وتهدد الجائحة بتراجع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، مما يجعل العالم الذي نريده بعيد المنال، إذ أن عدم المساواة والفقر في ازدياد، وتسعى البلدان من جميع مستويات الدخل جاهدة لحماية الضعفاء من الصدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي أحدثها الوباء.
ومراعاة للتدابير الاحترازية الخاصة بجائحة كوفيد-19، تقام ورش عمل المرحلة الثانية للمبادرة بنسخة "هجينة"، حيث يشارك عدد محدود من الأشخاص بشكل شخصي في مقر مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة، بينما يشارك آخرون عن طريق منصة افتراضية.
"إن اهتمام ممثلي وسائل الإعلام بالمشاركة في هذه المبادرة هو مؤشر إيجابي جدا بشأن أهمية التغطيات الصحفية حول أهداف التنمية المستدامة ولماذا هي مهمة بالنسبة إلى الجمهور المصري،" وفقا للسيدة إلينا بانوفا.
وفي كلمتها في افتتاح الفعالية، قالت السيدة إلينا بانوفا، "إن اهتمام ممثلي وسائل الإعلام بالمشاركة في هذه المبادرة هو مؤشر إيجابي جدا بشأن أهمية التغطيات الصحفية حول أهداف التنمية المستدامة ولماذا هي مهمة بالنسبة إلى الجمهور المصري."
ويبني المشروع على إطار شراكة الأمم المتحدة للتنمية (UNPDF) الذي يغطي خمس سنوات 2018-2022، والذي تمت صياغته من خلال عملية تشاورية موسعة حتى تتماشى بشكل مباشر مع الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة: رؤية مصر 2030 (SDS) ، والتي تتوافق أيضًا مع الأجندة العالمية 2030 للتنمية المستدامة. وترمي هذه الأهداف العالمية إلى ضمان جودة التعليم للجميع، وتحقيق تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، وضمان العمل اللائق ونمو أسواق العمل، بالإضافة إلى أهداف أخرى عديدة.
ولفتت السيدة بانوفا في كلمتها إلى الصحفيين المشاركين في المشروع التدريبي إلى أن مصر من أوائل البلدان التي اعتمدت إطار عمل أهداف التنمية المستدامة وأحرزت تقدما كبيرا في التصدي للعديد من التحديات الإنمائية بما في ذلك التعليم والنقل وتحلية المياه والطاقة المتجددة وتمكين المرأة. ولكن البلد لا يزال بحاجة إلى تسريع وتيرة التقدم بشأن غالبية الأهداف. "وسوف يتحقق هذا بالمشاركة الفعالة للإعلام في المتابعة وعرض التجارب ذات الصلة التي تذهب لما هو أبعد من فعاليات توقيع المشروعات إلى مستوى آخر مختلف تماما ليحكي قصة التنمية وتأثيرها على سبل عيش الناس."
وركزت ورشة العمل الأولى على الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة؛ القضاء على الفقر، بمشاركة خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف، فيما سلطت مناقشات اليوم الثاني الضوء على جهود الحكومة ومنظومة الأمم المتحدة وشركاء التنمية لمواجهة قضايا مثل التقزم وسوء التغذية والأمن الغذائي خاصة في ظل جائحة كوفيد-19، وذلك في إطار الهدف الثاني، القضاء التام على الجوع، بمشاركة خبراء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ويونيسف. وشارك في ورشتي العمل صحفيون يمثلون طيفا متنوعا من وسائل الإعلام المصرية من بينها "الأهرام" و"اليوم السابع" و"مبتدا" و"المصري اليوم" و"وكالة أنباء الشرق الأوسط" و"مؤسسة ولاد البلد" و"صدى البلد" و"صدى البلد - النسخة الإنجليزية" و"أخبار اليوم" و"دايلي نيوز إيجيبت" و"الشروق".
ويتولى محمد القوصي، مستشار الأمم المتحدة لمبادرة إعلام من أجل أهداف التنمية المستدامة، والذي يتمتع بـ 22 عاما من الخبرة في مجالات الإعلام والاتصالات، تيسير جلسات المبادرة التدريبية في مرحلتها الثانية.
"لا غنى عن دور الإعلام فيما يتعلق بنشر الوعي وتغيير الثقافة وإبراز الحلول وبث الأمل، وصولا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة،" بحسب محمد القوصي.
وقال السيد القوصي إنه "لا غنى عن دور الإعلام فيما يتعلق بنشر الوعي وتغيير الثقافة وإبراز الحلول وبث الأمل، وصولا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة." وأضح السيد القوصي أن الهدف من الورشات التدريبية للإعلاميين هو الوصول إلى محتوى قادر على إقناع الناس بالانضمام لقضية التنمية المستدامة. "لكل منا دور يُمكنه القيام به."
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق مبادرة إعلام من أجل أهداف التنمية المستدامة في مصر في 18 يونيو/حزيران 2018، بمشاركة الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية والهيئة الوطنية للصحافة، ووقع آنذاك ممثلون لمؤسسات إعلامية مصرية، وهي “المصري اليوم” و”الشروق” و”صدى البلد – النسخة الإنجليزية” و”مؤسسة ولاد البلد للخدمات الإعلامية” و”تليفزيون تن” و”إيجيبت توداي” على الميثاق العالمي للإعلام من أجل أهداف التنمية المستدامة. ولا يزال الميثاق العالمي للإعلام من أجل أهداف التنمية المستدامة يستقطب شركاء بارزين في العمل من أجل تحقيق وعد الأهداف العالمية في مصر، وكان أحدث المنضمين للميثاق "مؤسسة اليوم السابع" و"مبتدا".
وأهداف التنمية المستدامة هي دعوة جميع البلدان الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل للعمل لتعزيز الازدهار مع الأخذ بالاعتبار حماية كوكب الأرض. وتدرك هذه الاهداف بأن القضاء على الفقر يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الاستراتيجيات التي تبني النمو الاقتصادي كما وتتناول مجموعة من الاحتياجات الاجتماعية بما في ذلك التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وفرص العمل مع معالجة تغير المناخ وحماية البيئة.