بيان صحفي

كلمة الأمين العام إلى قمة قادة العالم COP26

٠١ نوفمبر ٢٠٢١

إن العمل المناخي يتصدر أولويات الناس، في مختلف البلدان والأعمار والأنواع.

وعلينا أن نستمع – وينبغي أن نعمل – وعلينا أن نختار بحكمة.

 

عزيزي رئيس الوزراء جونسون، أود أن أشكركم وأن أشكر رئيس مؤتمر الأطراف، ألوك شارما، على حُسن الضيافة، وعلى قيادتكم وعلى جهودكم الدؤوبة تحضيرا لهذا المؤتمر.

أصحاب السمو والفخامة، السيدات والسادة،

 

لقد كانت السنوات الست التي مرت منذ اتفاق باريس أحر ست سنوات في التاريخ المسجل.

وإدماننا للوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى الحافة.

نحن نواجه خيارا واضحا: إما أن نوقفه – وإما أن يوقفنا.

حان الوقت لأن نقول: كفى.

كفى للتعامل بوحشية مع التنوع البيولوجي.

كفى قتلا لأنفسنا بالكربون.

كفى لمعاملة الطبيعة كمرحاض.

كفى لعمليات الحرق والحفر والتعدين على نحو أعمق.

إننا نحفر قبورنا بأيدينا.

 

إن كوكبنا يتغير أمام أنظارنا – من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال؛ من ذوبان الأنهار الجليدية إلى أحداث الطقس المتطرف المستمرة بلا هوادة.

 

لقد بلغ ارتفاع مستوى سطح البحر ضعف المعدل الذي كان عليه قبل 30 عاما.

 

وباتت المحيطات أكثر حرارة من أي وقت مضى – وتزداد حرارة على نحو أسرع.

 

تُطلق أجزاء من غابات الأمازون المطيرة الآن مستويات من انبعاثات الكربون أعلى مما تمتص.

 

ولعل إعلانات العمل المناخي الأخيرة تعطي انطباعا بأننا على المسار لتحويل مسار الأمور.

 

ولكن هذا ضرب من الوهم.

 

فآخر تقرير منشور حول المُساهمات المُحددة وطنيا أظهر أن تلك المساهمات لم تزل تحكم على العالم بزيادة كارثية بنحو 2.7 درجة مئوية.

 

وحتى إذا ما كانت التعهدات والأخيرة واضحة وموثوقة – وثمة أسئلة خطيرة بشأن بعض منها – فإننا ما نزال نمضي باتجاه كارثة مناخية.

 

وحتى وفق أفضل السيناريوهات، فسوف تستمر درجات الحرارة في الارتفاع متجاوزة الدرجتين.

 

ومن ثم، فبينما نفتتح مؤتمر المناخ هذا الذي أحيط بترقب كبير، فإننا لا نزال نتجه نحو كارثة مناخية.

 

الشباب يعرفون ذلك.

وجميع البلدان تراه.

والدول الجزرية الصغيرة النامية – والدول الأخرى الضعيفة – تعيشه.

وبالنسبة لهم، فإن الفشل ليس خيارا.

بل الفشل عقوبة بالإعدام.

 

أصحاب السعادة،

 

إننا أمام لحظة حقيقة.

إذ نقترب مسرعين من النقاط الحرجة التي ستثير دوائر من الآثار المرتدة للاحترار العالمي.

 

ولكن الاستثمار في الاقتصاد المرن للمناخ والذي يقوم على صفر انبعاثات، سوف يخلق حلقات ارتدادية في حد ذاته – وهي حلقات فاضلة من النمو والوظائف والفرص المستدامة.

 

ولدينا تقدم لنبني عليه.

 

فلقد قدم عدد من البلدان التزامات ذات مصداقية بالوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن.

 

وكثير من البلدان توقف عن عمليات التمويل الدولية للفحم.

ويقود أكثر من 700 مدينة الطريق إلى تحقيق حيادية الكربون.

والقطاع الخاص يستيقظ.

 

ويتولى تحالف مالكي الأصول نحو صافي انبعاثات – وهو معيار الذهب للالتزامات الموثوقة والأهداف الشفافة – إدارة أصول بقيمة 10 تريليونات دولار ويحفز التغيير عبر الصناعات.

 

إن جيش العمل المناخي – الذي يقوده الشباب – لا يُمكن إيقافه.

وهم أكبر. وصوتهم أعلى.

 

وأطمئنكم، بأنهم لن يذهبوا بعيدا.  

وأنا أقف معهم.

 

أصحاب السعادة،

 

العلم واضح. ونحن نعرف ما يتعين علينا القيام به.   

أولا، ينبغي أن نبقي هدف 1.5 درجة مئوية حيا.

 

ويستلزم هذا مزيدا من الطموح إزاء التخفيف والعمل الملموس الفوري للحد من الانبعاثات العالمية بواقع 45 في المائة بحلول عام 2030.

 

وعلى دول مجموعة العشرين مسؤولية خاصة إذ يُمثلون نحو 80 في المائة من الانبعاثات.

 

وبحسب مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة في ضوء الظروف الوطنية، فإن على البلدان النامية أن تقود هذا الجهد.

ولكن الاقتصادات الناشئة، أيضا، عليها أن تبذل جهدا إضافيا، إذ أن مساهماتهم أساسية من أجل الخفض الفعال للانبعاثات.

نحن بحاجة إلى أقصى طموح – من جميع البلدان على جميع الجبهات – لإنجاح غلاسكو.

 

وإنني أحث البلدان النامية والاقتصادات الناشئة على بناء تحالفات من أجل تهيئة ظروف مالية وتكنولوجية لتسريع إزالة الكربون من الاقتصاد وكذلك التخلص تدريجيا من الفحم. إن الهدف من هذه التحالفات هو دعم مصدري الانبعاثات الكبار الذين يواجهون صعوبات أكبر في الانتقال من الرمادي إلى الأخضر لكي يتمكنوا من القيام بذلك.

 

لنكون واضحين: إذا كانت الالتزامات قاصرة بنهاية هذا المؤتمر، فإن على البلدان مراجعة خططها وسياساتها الوطنية المعنية بالمناخ.  

ليس كل خمس سنوات. بل كل سنة. وكل لحظة.

إلى أن نضمن الوصول إلى 1.5 درجة مئوية.

وإلى أن ينتهي دعم الوقود الأحفوري.

وإلى أن يكون هناك ثمن للكربون.

وإلى أن يتم التخلص التدريجي من الفحم.

 

لكننا أيضا بحاجة إلى مزيد من الوضوح.

فثمة عجز في المصداقية وفائض من الغموض بشأن خفض الانبعاثات وأهداف الوصول إلى صفر انبعاثات، مع معان ومقاييس مختلفة.

ولهذا السبب – وعلاوة على الآليات القائمة بالفعل بموجب اتفاق باريس – فإنني أعلن اليوم أنني سوف أنشئ مجموعة خبراء لاقتراح معايير واضحة لقياس وتحليل الالتزامات بصفر انبعاثات من الفاعلين من غير الدول.  

 

ثانيا، علينا أن نبذل المزيد لحماية المجتمعات الضعيفة من المخاطر الواضحة والحالية لتغير المناخ.

فعلى مدى العقد المنصرم، عانى ما يقرب من 4 مليارات شخص من الكوارث المتعلقة بالمناخ.

 

وسوف يستمر هذا الدمار في الازدياد.

ولكن جهود التكيف فعالة.  

فأنظمة الإنذار المبكر تُنقذ الأرواح. والزراعة والبنية التحتية الذكية مُناخيا تُنقذ الوظائف.

وعلى جميع المانحين تخصيص نصف تمويلهم المناخي لصالح جهود التكيف.

وعلى البنوك العامة وبنوك التنمية متعددة الأطراف البدء بأسرع وقت ممكن.

ثالثا، ينبغي أن يكون مؤتمر الأطراف هذا لحظة للتضامن.  

 

ينبغي أن يصبح الالتزام بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ دعما للدول النامية، حقيقة واقعة.

هذا حاسم لاستعادة الثقة والمصداقية.

 

وإنني أرحب بالجهود التي تقودها كندا وألمانيا بمساعدتنا للوصول إلى ذلك الهدف.  

 

إنها خطوة أولى مهمة – ولكنها تؤخر أكبر دعم منذ سنوات، ولا تُعطي ضمانات واضحة.

 

لكن بجانب الـ100 مليار دولار، فإن الدول النامية بحاجة إلى موارد أكبر لمواجهة كوفيد-19، لبناء المرونة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

وأولئك الأكثر معاناة – وهم تحديدا البلدان الأقل نموا والدول الجزرية النامية الصغيرة – بحاجة إلى تمويل عاجل.  

 مزيد من التمويل العام للمناخ. ومزيد من المساعدات الإنمائية الخارجية. ومزيد من المنح. ووصول أسهل إلى التمويل.

 

وعلى بنوك التنمية متعددة الأطراف بجدية أكبر بكثير لتعبئة مزيد من الاستثمارات من خلال التمويل الممزوج والخاص.

 

أصحاب الفخامة،  

 

إن صفارات الإنذار تدوي.

 

وكوكبنا يتحدث إلينا ويخبرنا بشيء ما.

وكذلك الناس في كل مكان.

 

إن العمل المناخي يتصدر أولويات الناس، في مختلف البلدان والأعمار والأنواع.

وعلينا أن نستمع – وينبغي أن نعمل – وعلينا أن نختار بحكمة.

 

بالإنابة عن هذا الجيل والأجيال القادمة، أحثكم:

على اختيار الطموح.

على اختيار التضامن.

على اختيار تأمين مستقبلنا وإنقاذ الإنسانية، وأشكركم.

 

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

الأمم المتحدة

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة