مصر.. منتدى عالمي يسعى لتعزيز دور الفنون في دعم التنمية
على مدى خمسة أيام، تناول منتدى الفن العالمي الروابط بين الفنون المعاصرة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي تتوافق مع رؤية مصر 2030.
القاهرة - استضاف المُتحف القومي للحضارة المصرية، ولأول مرة، حدثا عالميا فريدا، هدفه توطيد العلاقة بين الفنون بوجه عام والفن التشكيلي بشكل خاص وجهود تحقيق التنمية المستدامة، وبناء شراكات عالمية بين الفنانين والممارسين في مجال التنمية.
ويعكس منتدى الفن الدولي، الذي انعقد في الفترة من 15 إلى 19 يناير، والذي تنظمه كل من مؤسسة شيراندا للفن الدولي وجوبيتر كومز - ارتباط الفن التشكيلي بأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأقيم الحدث تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة السياحة والآثار ووزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج ووزارة البيئة وهيئة تنشيط السياحة، بشراكة مع الأمم المتحدة في مصر والمتحف القومي للحضارة المصرية والجمعية الدولية للفنون المعاصرة في نيويورك. ويقول المُنظمون إن المنتدى يسعى من خلال فعالياته إلى وضع استراتيجيات وخطط فنية تنموية قابلة للتنفيذ تستهدف خلق جمهور مثقف على دراية بدور الفن التوعوي والتنموي قادر على الابتكار والإبداع.
شهد افتتاح المنتدى حضورا رفيع المستوى تضمن وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، هالة السعيد، والمديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، والمُمثلة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا، وفنانون وأعضاء بالمجتمع الدبلوماسي والتنموي في مصر.
وقالت وزيرة التخطيط المصرية، د. هالة السعيد: "إن الفن هو في القلب من كل خطط التنمية في الدولة المصرية. ومصر لديها رؤية هي رؤية مصر 2030، وهي النسخة الوطنية من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ونعمل باستمرار على تحديث تلك الرؤية. وبناء الإنسان المصري هو مكون أساسي من برنامج عمل الحكومة المصرية، من مفهوم يأخذ في اعتباره والمنظومة الثقافية والفنية كمكون أساسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة."
وعلى مدى خمسة أيام، تناول منتدى الفن العالمي الروابط بين الفنون المعاصرة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي تتوافق مع رؤية مصر 2030. فيما قام الحاضرون بجولة حول العالم من خلال التعرف على الفنون البصرية المختلفة التي تقدمها المعارض والمراكز الثقافية من أوروبا وآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وأستراليا والشرق الأوسط.
وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي: "نحن بحاجة لاستعادة الوهج الثقافي، وأنا مقتنعة بأن الفنون بكل أشكالها وأنواعها هي فنون ترتقي بالوجدان والبشر والسلوك. أعمل في أربع مجالات ترتبط جميعها بالفن والثقافة. الفن هو علاج للاكتئاب والحالة السيئة التي نتجت عن جائحة كورونا، وفقدان 140 شخص لوظائفهم و120 مليون أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر ومليارات ممن فقدوا فرصة الدراسة والتعليم. نستطيع أن نعالج هؤلاء بالفن، ونواجه العنف بالفن ونعالج الاكتئاب بالفن ونفتح أبوابا للأمل والعمل بالفن ونحقق أهداف التنمية المستدامة."
وبدورها، قالت السيدة إلينا بانوفا، المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، "إن الفنون والثقافة في صميم التنمية المستدامة. ولطالما كان عمل الفنانين هو تعبير عن الواقع و الحقيقة حول سبل العيش لجميع البشر و الطبيعة. إن الفنانين قادرين على ترجمة تحديات التنمية إلى رسائل وقصص بسيطة ومؤثرة، مما يحدث فرقا كبيرا خاصة فى أوقات الأزمات."
شمل جدول أعمال منتدى الفن العالمي (WAF) مجموعة واسعة من الأحداث الفنية وحلقات النقاش التي تتناول دور الفن في تعزيز أهداف التنمية المستدامة وبناء الشراكات بين الفنانين وشركاء التنمية، بالإضافة إلى جلسة حوار خاصة سيقام في اليوم الأخير ويهدف إلى بناء شبكة عالمية تتكون من فنانين وشركاء في مجال التنمية، لضمان استمرارية وتقدم الفن في تعزيز التنمية المستدامة.
ويساهم المنتدى في تفعيل الحوار الثقافي مع الآخر ودعم الثقة بالذات الثقافية المصرية والعربية، وقدراتها على الإبداع والتجديد، وذلك في ظل تعاظم ثقافة حوار الحضارات، بالإضافة إلى أهمية تعزيز البعد الثقافي التنموي حول العالم.