معا رغم العزل.. كيف تجاوزت سماح وطفلها الوحيد محنة كوفيد
"ما جعلني أشعر بارتياح أكبر هو أن زملائي في منظمة الصحة العالمية كانوا يتابعون حالة علي بصفة شبه يومية. كما وكان العاملون في مرفق العزل يعتنون به جيدا."
عندما جاءت نتيجة اختبار كوفيد-19 إيجابية لأول مرة بالنسبة إلى سماح عبد العزيز وابنها في أكتوبر 2021، فإنها كانت على الأقل مُطمئنة إلى أنها ستصحب ابنها البالغ من العمر 11 عاما وسيخضعان للعزل في نفس الغرفة. وبالنظر إلى غياب أي من البالغين الذين يُمكنهم الاعتناء بالطفل مع ثبوت إصابته بالفيروس، ومع غياب زوجها لتواجده خارج البلاد، فقد بدا البقاء في نفس غرفة العزل مع ابنها في مرفق العزل التابع للأمم المتحدة داخل فندق هيلتون رمسيس، وتحت توجيه وإدارة منظمة الصحة العالمية في مصر، خيارا جيدا ومناسبا.
لكن لم يلبث مستوى الأكسجين أن انخفض لدى سماح واستلزم الوضع نقلها إلى مستشفى لعمل فحص بالأشعة المقطعية، واتخذت الأمور منحى مختلفا. كانت سماح مُهيئة لإجراء الأشعة والعودة إلى نجلها، ولكنها لم تكن تعلم أنها ستحتاج إلى الاحتجاز في المستشفى لمدة أسبوع أو أكثر.
تصف سماح تلك الفترة بأنها بالغة الصعوبة، ليس من ناحية الحالة الجسدية فحسب، وإنما من الناحية النفسية والعقلية كذلك. وتقول بتأثر شديد، "تربطني بـ علي علاقة خاصة. فهو ابني الوحيد. يُمثل والده وأنا مصدر أمانه الوحيد وقد بات فجأة معزولا بمفرده في الفندق، وأنا معزولة في المستشفى."
وتضيف قائلة، "ما جعلني أشعر بارتياح أكبر هو أن زملائي في منظمة الصحة العالمية كانوا يتابعون حالته بصفة شبه يومية. كما وكان العاملون في مرفق العزل يعتنون به جيدا."
وبفضل التكنولوجيا الحديثة، تمكنت سماح أيضا من متابعة علي من خلال مكالمات الفيديو وتطبيقات الدردشة بالفيديو . كما كان الأطباء والممرضون في مرفق العزل يعتنون بـ علي، خاصة أخصائي التمريض، مهدي شوقي. حتى أن علي رسم بورتريه لـ شوقي، تعبيرا عن شكره في نهاية فترة العزل.
ومنذ اندلاع أزمة كوفيد-19، تواصل منظمة الصحة العالمية، عبر مستوياتها الثلاثة، المقر الرئيسي، والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط ومكتب مصر، دعم مصر في معركتها ضد الجائحة. هذا الدعم شمل أنشطة المراقبة والاستجابة، والخبرة الفنية، والتواصل لإدارة المخاطر والتواصل المجتمعي، والمشتريات وبناء القدرات للعاملين الصحيين، مع دعم مصر في إنتاجها المحلي للقاحات كوفيد-19، هذا إلى جانب عدد من الأنشطة الأخرى. كل هذا، جنبا إلى جنب مع العمل على ضمان ألا تتعطل الخدمات الصحية والطبية الأساسية من جراء الجائحة.