خطاب السيدة إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر بملتقى رياضة المرأة العربية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة يوم 24 مارس 2022
معالي سيادة وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحي
معالي سيادة السفيرة هيفاء أبو غزالة
أعضاء ملتقى رياضة المرأة العربية الموقرين
السيدات والسادة،
يشرفني ويسعدني أن أكون معكم اليوم في النسخة الأولى من ملتقى رياضة المرأة العربية. أود أولا أن أعرب عن امتناني الشديد لحكومة جمهورية مصر العربية وخاصة وزارة الشباب والرياضة إلى جانب جامعة الدول العربية على تنظيم هذا الملتقي الهام خلال شهر مارس، شهر المرأة.
وإنه من دواعي سروري أن أكون هنا معكم للاحتفال بهؤلاء النساء الاستثنائيات اللاتي تحدين الصورة النمطية للجنسين، وكذلك الأعراف الاجتماعية، ومارسن حقوقهن في المجتمع واحتلال مساحة تعد للأسف، في أحيان كثيرة، حكرا على الرجل.
هؤلاء النسوة أصبحن مصدر إلهام لنا ونموذج للمساواة بين الرجل والمرأة.
الضيوف الكرام،
إننا ملتزمون عالميا بأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 ومنها الهدف الخامس الخاص بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات.
ومع اقتراب عام 2030، لا يزال أمامنا الكثير لفعله للتخلص من عدم المساواة بين الجنسين، وأعتقد أن مجال الرياضة بإمكانه التعجيل واحراز تقدم في القضاء على عدم المساواة.
وأظهرت نتائج الدراسات المختلفة أن ممارسة الرياضة في بيئة مادية ومعنوية آمنة، لها تأثير مضاعف في مختلف مجالات التنمية، بما في ذلك الصحة والتعليم والحد من عدم المساواة. وتوجد دلالات كافية على أن ممارسة النساء للرياضة ساعد بشكل فعال على تكسير القوالب الجنسية النمطية وأيضا علي تحسين الاعتداد بالنفس لدى السيدات والفتيات، هذا إلى جانب تطور المهارات القيادية لديهن.
ممارسة الرياضة قادرة علي تحسين حياة الملايين من الاناث من خلال تمكينهن من بناء شخصيات قوية ومستقلة. كما أن الرياضة تمكن النساء والفتيات من تحقيق ثقتهن بأنفسهن وتغيير نظرة المجتمع الجماعية عما بإمكان النساء والفتيات تحقيقه.
لكن رغم ذلك، هناك معوقات كثيرة لتحقيق المساواة بين الجنسين في ممارسة الرياضة. بالمقارنة، نجد أن للذكور مساحة أكبر من تشجيع المجتمع لهم لممارسة كافة أنواع الرياضة عن النساء والفتيات.
ونرى أيضًا أن الرياضات الرجالية تحظى بتغطية إعلامية أكبر، وتراخيص حصرية وصفقات رعاية أكثر من الرياضات النسائية، مما يساهم في إحداث فجوة كبيرة في الأجور بين الرجال والنساء في مجال الرياضة.
الضيوف الكرام،
يعد ملتقى رياضة المرأة العربية هذا وأمثاله من النشاطات فرصة جيدة للدعوة بالمساواة بين الجنسين ومصدر إلهام للفتيات والنساء من خلال نشر قيم الرياضة السامية مثل الانضباط والاحترام وقواعد اللعب النظيف وروح الفريق والتعددية والاعتماد على الذات. كل تلك القيم يصلح العمل بها في كافة أوجه الحياة.
و في النهاية دعوني أختتم حديثي بمقوله السيدة مارتا فييرا دا سيلفا، سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للنساء والفتيات في مجال الرياضة، وهي مناصرة الأمين العام للأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة: " إذا أردنا تسريع وتيرة التغيير لتحقيق المساواة بين الجنسين، فلنعمل على إشراك المزيد من الفتيات في الرياضة ودعنا نلقي الضوء على الإنجازات العظيمة للمرأة في مجال الرياضة. لأن فوزًا واحدًا يؤدي في النهاية إلى فوز آخر! من الواضح أن النساء والفتيات في الرياضة لهن دور كبير في تغيير اللعبة العالمية. حان وقت المساواة بين الجنسين."
شكرا لكم.