وصول لقاحات فايزر لمصر: قصة سلسلة التبريد
كيف تم توصيل جرعات لقاح فايزر بفضل سباق مذهل مع الزمن.
تلقت مصر، في الثلاثين من سبتمبر، أول دفعة من لقاحات فايزر كمنحة من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تضمنت هذه الدفعة ما يقرب من 1.6 مليون جرعة لقاح من إجمالي 8.2 مليون جرعة من المقرر تسليمها لمصر في غضون الأسابيع والأشهر القادمة.
ولم يكن وصول اللقاحات سيصبح مجديًا كثيرًا، لولا وجود سلسة التبريد المناسبة التي أنشأتها وزارة الصحة والسكان بدعم من اليونيسف، والتي بدونها كان من الممكن أن يتم خسارة هذه اللقاحات وفسادها بعد أسابيع قليلة فقط.
فاللقاحات منتجات بيولوجية حساسة تفقد كفاءتها وفاعليتها إذا تعرضت لدرجة حرارة تتجاوز الدرجات المحددة والمطلوبة لتخزينها. وفي حالة لقاح فايزر، فإنه يتعين حفظه عند درجة حرارة منخفضة للغاية، تتراوح بين 60 و80 درجة مئوية تحت الصفر (ما بين 112 و76 درجة فهرنهايت تحت الصفر)، وهو ما يزيد من ثلاثة إلى أربعة أضعاف عن برودة الثلاجة المنزلية العادية، مما يشكل تحديات في بلد مثل مصر.
يونيسف/مصر2021/جوناثان كريكس
وقد كان أحد الأدوار الرئيسية لليونيسف هو شراء وتوصيل الثلاجات التي سوف تتيح تخزين ونقل اللقاحات في درجات حرارة شديدة الانخفاض.
ويتحدث الدكتور عصام علام، مسئول بقسم الصحة في يونيسف مصر، موضحًا أهمية هذه الثلاجات قائلًا: "لولا هذه الثلاجات، لما كنا قادرين على تخزين اللقاحات، لهذا كنا في سباق مع الزمن، للتأكد من أنه سيكون لدينا المجمّدات قبل وصول جرعات اللقاح."
في أوائل عام 2021، بحثت اليونيسف ووزارة الصحة والسكان إمكانية الحصول على بعض هذه اللقاحات الجديدة المضادة لكوفيد-19. وفي يونيو 2021، أعلنت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديمها ملايين من جرعات لقاح كوفيد-19 كمنح وهبات.
يونيسف/مصر2021/جوناثان كريكس
ورغم ما يتمتع به قسم الإمدادات التابع ليونيسف من خبرة طويلة تمتد لعقود من الزمن فيما يتعلق بسلاسل التبريد الخاصة باللقاحات، وبشراء وتوصيل الثلاجات والمجمدات المخصصة للقاحات من أجل دعم التحصين الروتيني المعتاد والاستجابة لتفشي الأمراض في جميع أنحاء العالم، غير ان سلسلة التبريد الخاصة بلقاح فايزر هي قصة مختلفة تمامًا، تطلبت من اليونيسف العمل بسرعة غير مسبوقة من أجل الحصول على المعدات والتجهيزات الضرورية ونقلها قبل وصول اللقاحات إلى البلدان.
ويقول الدكتور أوليفر بيتروفيتش، مدير قسم تنمية الطفولة والصحة بيونيسف: "إن المجمدات التي وفرتها اليونيسف هي منتجات تنطوي على تكنولوجيا جديدة تمامًا، وهي تتطلب ظروف خاصة للغاية فيما يتعلق بالمناولة والتخزين، فعلى سبيل المثال، تزن الوحدة منها ما يزيد على 350 كيلو جرام، ويتعين نقلها وتحريكها مع بقائها في الوضع الرأسي. كما أنها تتطلب وجود مولدات كهربائية لضمان إمدادها بالكهرباء بشكل مستمر. ويجب أن تكون درجة حرارة الغرفة التي يتم تخزينها فيها دومًا حوالي 20 درجة مئوية."
يونيسف/مصر2021/جوناثان كريكس
وتحت قيادة الوزارة، وبالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية، وفايزر والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قامت اليونيسف بشراء هذه المجمدات وتسليمها في وقت قصير للغاية. فقد جرى الإعلان عن هذه المنحة المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية في يونيو2021، وكان من المفترض أن يتم تسليمها في غضون أشهر قليلة. وكان الوقت يمر ودقات الساعة تتلاحق، ويتذكر الدكتور بيتروفيتش تلك الأوقات قائلًا: "كنا نعمل على مدار الساعة، فقد كان هناك العديد من الجوانب التي كان يتعين علينا دراستها ومعرفتها، مع ضرورة سرعة اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت ذاته. وبالإضافة إلى ذلك، كان علينا أيضا تقاسم المعرفة والمعلومات اللازمة مع زملائنا من وزارة الصحة والسكان ليتعلموا بسرعة كيفية التعامل مع هذه المعدات الجديدة. حين بدأنا في شراء هذه المجمدات كنا نتصور أننا لن نكون مستعدين أبداً في الوقت المناسب، ولكننا في النهاية نجحنا واستطعنا تحقيق ذلك."
يونيسف/مصر2021/جوناثان كريكس
يمكن لكل واحدة من هذه الثلاجات )سعة 868 لتراً( استيعاب 300 ألف جرعة من لقاح فايزر. وتتسع هذه الغرفة لـ 6 مجمدات مما يعني قدرتها على تخزين 1.8 مليون جرعة
في العديد من البلدان، قامت السلطات المختصة ببناء مركز أو مركزين لتخزين اللقاحات التي تتطلب سلسلة تبريد ذات درجات حرارة منخفضة للغاية. ولكن في مصر، تمكنت وزارة الصحة والسكان من بناء ستة مراكز في مواقع جغرافية مختلفة. فقد كان ذلك من أولويات السيدة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والتي أرادت ضمان الوصول العادل والمنصف إلى هذه اللقاحات في جميع أنحاء البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم بالفعل تلقي ما يقرب من 14 مليون شخص جرعتهم الأولى من اللقاحات ، بينما تلقى 6,870,521 شخصًا الجرعة الثانية ، ويزداد التسجيل بشكل مطرد. وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن تعميم نشر اللقاحات بين المدرسين والعاملين في مجال التعليم. ويأتي ذلك إضافة إلى العديد من حملات التلقيح واسعة النطاق التي تصل إلى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء مصر.