’بدأنا بثلاثة أشخاص‘: كيف تبنت قرية في المنوفية موضوعات الصحة الإنجابية
من خلال كسب ثقة النساء والفتيات، نجحت "سلمى" وزملاؤها في توعية السكان حول قضايا مثل صحة المراهقين وزواج الأطفال والمساواة بين الجنسين وغيرها.
كان يرفض اهالي قرية صغيرة في المنوفية العديد من المفاهيم المتعلقة بالصحة الإنجابية.
وصفوا بعض الأفكار، مثل كون ختان الإناث ممارسة ضارة، بأنها أفكار "غربية" ضد الدين، تقول سلمى عبد المنعم، مدربة في موضوعات الصحة الإنجابية.
قالت: "كانت القرية محافظة للغاية، لذلك كان كسب ثقتهم تحديًا".
تعمل سلمى كمدربة في أحد أندية السكان، المتواجدة في مراكز الشباب المختلفة في مصر، والتي تستضيف أنشطة توعوية مختلفة حول القضايا السكانية للشباب باستخدام أدوات مختلفة.
في إطار مشروع "معالجة الثغرات في الصحة الإنجابية،" يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان والسفارة الكندية في مصر على تمكين النساء وإشراك الرجال في تنظيم الأسرة وكذلك معالجة العوائق التي تواجهها النساء والفتيات في الحصول على خدمات صحية جيدة، بما في ذلك الأعراف والسلوكيات الاجتماعية.
اتفق المدربون في نادي السكان على طلب المساعدة من احدى قادة المجتمع، التي تحظى باحترام كبير وثقة من النساء والفتيات في القرية.
قالت سلمى: "تحدثنا إليها وشرحنا المواضيع التي نريد مناقشتها في أنشطة التوعية. قلنا لها أننا نريد معالجة المشاكل اليومية التي نواجهها في مجتمعنا حتى نتمكن من عيش حياة أفضل".
بدأت بحضور جلسات التوعية بنفسها، ثم بدأت تجلب معها عددًا من الفتيات، ثم بدأت الفتيات في إحضار أمهاتهن.
بدأت بسمة وليد حضور الجلسات منذ شهرين عندما سمعت عنها من أقاربها.
قالت البالغة من العمر 21 عامًا: "لقد بدأت في التعرف على مواضيع لدي القليل من المعلومات عنها ، مثل صحة المراهقين وأضرار زواج الأطفال. كما تعلمت الأمهات اللاتي يحضرن معنا الكثير حول كيفية التعامل مع أطفالهم في سن المراهقة ".
تحضر بسمة الجلسات مع أختها وأبناء اعمامها وجيرانها.
قالت: "بدأ الناس يخبرون بعضهم البعض وبدأ يزداد عدد الحضور".
تستضيف أندية السكان جلسات توعية حول تنظيم الأسرة، وزواج الأطفال، وختان الإناث، وصحة المراهقين، والمساواة بين الجنسين.
تقول سلمى: "بدأنا بثلاثة أشخاص فقط في جلسة واحدة والآن لدينا أكثر من ٣٠ شخصًا".
كما اضافت أن المدربين بنوا "جسر ثقة" مع النساء والفتيات اللاتي يحضرن الجلسات لكونهم من نفس المجتمع، ومروا بالعديد من نفس المشاكل.
تقول سلمى: "كنت اتحدث اليهم بلغتهم واشارك مشاكلهم، لم أكن أخبرهم بما يجب عليهم فعله، كنت أعطيهم المعلومات ليتخذوا قراراتهم بأنفسهم."
وتتذكر سلمى الجلسات التي تناولت موضوع التحرش الجنسي، حيث سمحت بمناقشة الموضوع بين الحضور.
وأوضحت: "كنا نناقش ما إذا كان التحرش الجنسي مبررًا من خلال ما ترتديه المرأة، وكان الحضور يناقشون الموضوع فيما بينهم حتى توصلوا إلى استنتاج أن ملابس المرأة لا صلة لها بالموضوع".
تشرك أنشطة أندية السكان أيضًا الرجال والفتيان للتربية من خلال الأنشطة الرياضية، ومعالجة قضايا مثل المساواة بين الجنسين بالإضافة إلى موضوعات الصحة الإنجابية الأخرى.
تقول سلمى: "في البداية كانوا مترددين في الاستماع والتعرف على هذه المعلومات من امرأة ، لكنني اكتسبت ثقتهم في النهاية ".
الآن ، تقول بسمة أن لديها ما يكفي من المعلومات حول الصحة الإنجابية لتنشرها.
قالت: "أتحدث إلى عمتي حول كيفية تعاملها مع ابنها المراهق ... كلما سمعت أي موضوع ذي صلة بالقضايا التي تعلمتها، أتدخل على الفور."