بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام تُودع جنديي حفظ السلام المصريين اللذين قدما التضحية الكبرى من أجل السلام في مالي
لا تزال مصر تدفع ثمنا كبيرا في المعركة من أجل السلام والأمن في مالي، لكن حفظة السلام المصريين مصممون على مواصلة دورهم في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
أقامت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) مراسم جنائزية يوم الجمعة، 10 يونيو/حزيران، لتوديع أربعة من جنود حفظ السلام (اثنان من مصر واثنان من الأردن) الذين قدموا التضحية الكبرى من أجل تحقيق السلام في مالي.
وكان جنديا حفظ السلام المصريان؛ الرقيب شريف باهر عبد الجليل عبد العزيز، والعريف محمد السيد إبراهيم، قُتلا في 3 يونيو/حزيران أثناء تعرض قافلة لوجستية للمينوسما لهجوم بعبوة ناسفة مرتجلة في منطقة موبتي، بوسط مالي، عندما كانت في طريقها إلى تمبكتو. هذا فيما لقي الرقيب علي جمعة شحاده الجوابرة، من المملكة الأردنية الهاشمية مصرعه في 1 يونيو/حزيران أثناء هجوم على قافلة للدعم اللوجستي تابعة للبعثة على محور جاو – كيدال في 1 يونيو، وفارق مواطنه، العريف جميل متروك الصيايده محمد، الحياة في 9 يونيو متأثرا بإصاباته في الهجوم نفسه.
وترأست السيدة دانييلا كروسلاك، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مالي، مراسم توديع حفظة السلام الأربعة من مصر والأردن، بحضور نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة لجمهورية مالي وممثل وزير الدفاع الوطني المالي، العميد ويلي عثماني، وسفير مصر لدى مالي، والقائم بأعمال سفارة روسيا في مالي، وسفير الولايات المتحدة لدى مالي، بالإضافة إلى قادة الوحدات العسكرية والشرطية التابعة لبعثة المينوسما.
وبعد وضع أكاليل من الزهور على جثامين حفظة السلام الأربعة، أعربت السيدة دانييلا كروسلاك عن أعمق تعازيها لحكومتي مصر والأردن، ولأسر وأصدقاء حفظة السلام الراحلين الشجعان الذين فقدوا أرواحهم في ميدان الشرف.
وشدد ممثل الوحدة المصرية في بعثة حفظ السلام في مالي، في كلمة ألقاها خلال المراسم، على الدور المهم الذي أداه الجنديان المصريان الراحلان، واللذان قدما أغلى تضحية في ميدان الشرف أثناء خدمتهما كحفظة سلام تابعين للأمم المتحدة. وقال: "لا تزال مصر تدفع ثمنا كبيرا في المعركة من أجل السلام والأمن في مالي، ولا ينال هذا من عزيمتنا وتصميمنا بجانب شركائنا على مواصلة المشاركة في حفظ السلام والأمن في إطار عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام."
وتقديرا وامتنانا لتضحيات حفظة السلام الأربعة، قام ممثل القوات المسلحة المالية بالإنابة عن الرئيس الانتقالي، العقيد أسيمي جويتا، بمنح حفظة السلام الراحلين ميدالية الأبطال العسكريين للجيش المالي، بعد وفاتهم.
وكان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان "بشدة" هجوم 3 يونيو/حزيران الذي أودى بحياة جنديي حفظ السلام من مصر، وتقدم بخالص تعازيه لأسر الضحايا ولحكومة وشعب مصر. وأكد الأمين العام أن الهجمات التي تستهدف حفظة السلام جرائم حرب بموجب القانون الدولي ودعا السلطات الماليّة إلى "عدم ادخار أي جهد في تحديد هوية مرتكبي هذه الهجمات وتقديمهم بسرعة إلى العدالة."
كما ندد مجلس الأمن الدولي، "بأشد العبارات" بالهجوم الذي تم شنه ضد البعثة الأممية في مالي (مينوسما)، وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن أعمق تعازيهم ومواساتهم لأسر الضحايا، وكذلك لمصر وبعثة الأمم المتحدة في مالي. وتمنوا الشفاء العاجل والكامل لمن أصيبوا، وأشادوا بحفظة السلام الذين يخاطرون بحياتهم.
وشدد أعضاء مجلس الأمن على أن "المشاركة في التخطيط أو التوجيه أو الرعاية أو شن هجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة لمينوسما تشكل أساسا لفرض الجزاءات عملا بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة." وأكد أعضاء مجلس الأمن من جديد أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين. كما أكدوا على ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذه الأعمال الإرهابية المشينة إلى العدالة.
وشددوا على وجوب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه. وحثوا جميع الدول، وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على التعاون بنشاط مع جميع السلطات المعنية في هذا الصدد.