مصر.. كرة القدم تساهم في التصدي للاتجار بالبشر
بمشاركة 200 من المهاجرين، المنظمة الدولية للهجرة و"لاليجا" ونادي بيراميدز نظموا يوما لمنافسات كرة القدم لرفع الوعي ضد الاتجار بالأشخاص في المجال الرياضي.
"أنا هنا من أجل لعب كرة القدم، ومن أجل أن أقول لا للاتجار بالبشر،" تقول "ريبيكا"، بينما تداعب الكرة بحركات متقنة من داخل ملعب لكرة القدم في شرق مدينة القاهرة المصرية.
ريبيكا، المهاجرة من دولة جنوب السودان، هي واحدة من بين أكثر من 200 من المهاجرين من إريتيريا وغينيا ونيجيريا وجنوب السودان والسودان وتنزانيا واليمن وغيرهم من الجنسيات، اجتمعوا معا لخوض منافسات في كرة القدم أقيمت بالشراكة بين المنظمة الدولية للهجرة ومؤسسة الدوري الإسباني (لاليجا) ونادي بيراميدز إف. سي. المصري. في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص لعام 2022.
وكان الهدف من فعاليات اليوم التي تم تنظيمها في 23 يوليو، هو الاستعانة بتأثير وشعبية لعبة كرة القدم في رفع الوعي بمخاطر الاتجار بالبشر واستغلال التكنولوجيا في عملية الاتجار، وكذلك تعريف المشاركين بالخدمات التي توفرها المنظمة الدولية للهجرة كالمساعدة المباشرة، والمساعدة على العودة الطوعية وإعادة الدمج.
وقال دوناتو، مهاجر من دولة جنوب السودان، "اليوم هو يوم سعيد جدا، وحافل بالمنافسات الرياضية والرقص والموسيقى التي تعكس الثقافات المتنوعة للحاضرين هنا. نريد أن نبعث برسالة إلى الجمهور حول العالم بأن الاتجار بالأشخاص والاستغلال ومثل تلك الممارسات ينبغي أن تتوقف. أتمنى أن يعيش الناس في أمان من دون أن يخشى بعضنا بعضا، خاصة أولئك الذين يعيشون خارج بلدانهم الأصلية. نحن جميعا بشر."
شهد اليوم تدشين حملة جديدة بعنوان "ليس في لعبتنا" تقودها منظمة Mission89 التي تتخذ من سويسرا مقرا لها. تُركز الحملة على تشجيع الناس على إظهار أفضل مهاراتهم في كرة القدم في فيديو قصير، وتأكيد التزامهم بالتصدي للاتجار في مجال الرياضة، كما تهدف إلى رفع الوعي في الأوساط الرياضية ضد الاتجار بالبشر.
وقال السيد لوران دي بويك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، في كلمته في افتتاح الفعالية، إن المنظمة الأممية ملتزمة بـ"رفع الوعي بكافة أشكال الاتجار والعمل بشكل فعال مع المجتمع العالمي لتقديم الدعم المباشر للضحايا والتصدي للمتجرين وإنهاء الاتجار بالأشخاص في النهاية."
كما أكد السيد دي بويك على أهمية دور الشباب في فهم مخاطر الاتجار والتصدي له والمساهمة في نشر الوعي كذلك بين أقرانهم.
موضوع اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص لعام 2022، "استخدام التنقية وإساءة استغلالها" يُركز على دور التقنية بوصفها أداة ذات حدين فيما يتصل بقضية الاتجار بالبشر، حيث أنها قد تستخدم في تسهيل ذلك أو في الحد منه.
ومع التوسع العالمي في استخدام التقنية— الذي زادت وتيرته في أثناء جائحة كورونا حيث زاد الاعتماد على منصات الإنترنت— دخلت جريمة الاتجار بالبشر إلى الفضاء الإلكتروني. فقد أتاحت شبكة الإنترنت عموما والمنصات الرقمية بصورة خاصة للمتجرين أدوات عديدة لتجنيد الضحايا واستغلالهم والسيطرة عليهم؛ وكذلك تنظيم نقلهم وإقامتهم؛ والإعلان عنهم والتواصل مع العملاء المحتملين؛ فضلا عن التواصل بين الجناة؛ وإخفاء العائدات الإجرامية. وجرى كل ذلك بسرعة وفعالية من حيث الكلفة والقدرة على إخفاء الهوية.
لكن من الممكن أيضا استخدام التكنولوجيات الجديدة إذا أحسن استخدامها في المساعدة في التخفيف من مخاطر وقوع الأشخاص ضحية للاتجار عبر الإنترنت. والتعاون مع القطاع الخاص مهم لتسخير الابتكار والخبرة في تطوير حلول مستدامة قائمة على التقنية في دعم الجهود المبذولة لمنع الاتجار بالبشر ومكافحته.
وقال السيد راؤول بروكسولا، مسؤول لاليجا في مصر والسودان وليبيا، "نحن نسعى من خلال فعاليات اليوم إلى رفع الوعي ضد الاتجار بالأشخاص. وأعتقد أن المهم أن نسلط الضوء على قضية تمس مجموعات معينة من الأشخاص الذين ربما كانوا يفتقرون إلى القدر الكافي من الحماية، وخاصة الشباب وصغار السن. ومن هنا تأتي أهمية أي مبادرة تركز على هذه المسألة وتسهم في نشر الوعي لدى جميع قطاعات المجتمع."
والاتجار بالأشخاص هو جريمة خطيرة وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، يمس الآلاف من الرجال والنساء والأطفال ممن يقعون فريسة في أيدي المتاجرين سواءا في بلدانهم وخارجها. ويتأثر كل بلد في العالم من ظاهرة الاتجار بالبشر، سواء كان ذلك البلد هو المنشأ أو نقطة العبور أو المقصد للضحايا. وتتيح اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية والبروتوكولات الملحقة بها، المساعدة للدول في جهودها الرامية إلى تنفيذ بروتوكول منع الإتجار بالبشر ومعاقبة المتاجرين بالأشخاص.