بيان صحفي

في فعالية مشتركة عُقدت في مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة الجامعة العربية و"الأمم المتحدة للمتطوعين" تدعوان لإشراك المتطوعين في "البناء على نحوٍ أفضل للمستقبل"

٢٩ أغسطس ٢٠٢٢

  • يُقدِّم تقرير حالة التطوّع في العالم في نسخته الرابعة المعنونة «بناء مجتمعات متساوية وشاملة» أدلةً جديدةً على أهمية العلاقات التشاركية بين مجتمع المتطوّعين والدولة. وشهدت القاهرة اليوم الإثنين 29 آب/غسطس الإطلاق الإقليمي للتقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للمتطوّعين، وذلك في فعالية مشتركة استضافتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وأطلقت خلالها أيضاً الاستراتيجية العربية لدعم العمل التطوعي.

يستعرض التقرير الدور الهامّ الذي يؤديه التعاون بين مجتمع المتطوّعين والحكومات في بناء ثقافة صنع القرار بشكلٍ تعاوني. ويأتي هذا البحث الذي يتناول العمل التطوّعي في مرحلة حاسمة. فالتحديات الإنمائية الخطيرة - من حالة الطوارئ المناخية إلى الآثار التي خلّفتها جائحة «كوفيد-19» - قد كشفت النقاب عن حاجتنا إلى تغيير الطريقة التي نعيش ونعمل ونتعاون بها. وقد آن الأوان لإجراء عملية إعادة ضبط عالمية.

 

إنّ أوجه عدم المساواة التي تتزايد في جميع أنحاء العالم تتطلب شكلاً متجدداً من الجهود الجماعية لمواجهة التحديات المشتركة، مع التركيز على الإدماج. وشدَّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش على الحاجة إلى عقد اجتماعي جديد يحقق تكافؤ الفرص ويحترم حقوق الجميع وحرياتهم.[1]

 

هناك متطوّع/متطوّعة من بين كل سبعة أشخاص في العالم. وعلى الرغم من الآثار الاجتماعية والاقتصادية المدمرة التي خلفتها الجائحة، لم يتراجع الاهتمام العالمي بالعمل التطوّعي، بل استمر التطوّع قائماً في المجتمعات المحلية. وواصلت المجتمعات المحلية الاستجابة للأزمة بطرقٍ هامّة، على الرغم من وجود قيودٍ على الحركة والموارد. وفي حين أنّ القيود قد حالت دون رغبة كثيرٍ من الناس في التطوّع بصفةٍ شخصية، إلا أنّ كثيرين منهم قد تحوّلوا إلى العمل التطوّعي عبر الإنترنت.

 

يعتمد التقرير على بحوث كمية ونوعية، إلى جانب تناول دراسات حالة عبر خمس مناطق: أفريقيا، والدول العربية، وآسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا ورابطة الدول المستقلة، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. كما يقدم تقديرات إحصائية للعمل التطوعي حول العالم.

 

وتخلص الأدلة الواردة في التقرير حول إلى أن العدد الشهري للمتطوّعين والمتطوّعات الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً فما فوق يبلغ أكثر من 850 مليون فرد في جميع أنحاء العالم. ويبلغ متوسط معدل التطوّع الشهري - المحدد بأنه نسبة الأشخاص في سن العمل (15 عاماً أو أكثر) الذين يتطوّعون في خلال شهر - ما يقرب من 15٪. أما في الدول العربية، فيقدّر التقريرالعدد الشهري للمتطوعين بنجو 26 مليون متطوع ومتطوعة، فيما يبلغ  معدل التطوع الشهري نحو 9%.

 

وفي حين أنّ المتطوّعين والمتطوّعات غالباً ما يُنظر إليهم من منظور دورهم الفعّال في دعم المؤسسات في تحقيق التنمية، إلا أن تقرير حالة التطوّع في العالم يُعطي رؤى جديدة تربط التطوّع بالمساواة والشمول. وتشير هذه الروابط إلى أن التطوع يساعد على إشراك الأفراد في تشكيل السياسات التي تؤثر على حياتهم، وضمان أن تأخذ مثل هذه السياسات بعين الاعتبار احتياجاتهم وتطلعاتهم.  

كما يسلط التقرير الضوء على دور المتطوعين والمتطوعات من المجتمعات المحلية في بناء الجسور وتقريب وجهات النظر بين المجتمع وسلطات الدولة، بوصفهم الأقدر على فهم مجتمعاتهم. وفي الوقت نفسه، يقدم التعمل التطوعي سبلاً متنوعة للمشاركة المدنية. ولكن مع  استمرار وجود فوارق في الممارسات التطوعية وتطلعات المتطوعين بين الدول والمناطق، فإن العمل على إزالة العقبات أمام المشاركة التطوعية أمر بالغ الأهمية، وخصوصاً تلك التي تعيق مشاركة المرأة بصورة أوسع.

وتعقيباً على إعلان الإطلاق الإقليمي للتقرير في الدول العربية، قال كريستيان هاينزل المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، إن "تقرير حالة التطوع في العالم 2022 يقدم أدلة على الأثر الإيجابي للشراكة بين المتطوعين والدولة فيما يتعلق بإيصال صوت المجموعات المهمشة. هذا الشكل من العمل التعاوني يمنح الناس وسيلة للتأثير في السياسات الحكومية وترشيدها، كما يقدم للمتطوعين والمتطوعات فرصة لتسخير معارفهم وخبراتهم في حل التحديات المشتركة."

واستناداً إلى دراسات الحالة التي تناولها التقرير، فهو يسلط الضوء على العلاقات بين المتطوّعين والمتطوّعات والدولة من خلال ثلاثة نماذج: نموذج الحوكمة التداولية، ونموذج الإنتاج المشترك للخدمات، ونموذج الابتكار الاجتماعي. وتتناول إحدى دراسات الحالة من المنطقة العربية كيف أتاح التعاون بين المتطوعين وسلطات الدولة في لبنان تحسين وصول العمال الأجانب إلى الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، ولا سيّما مطاعيم كوفيد-19، من خلال مساعدتهم على التعامل مع الأنظمة الحكومية الموضوعة لهذا الغرض. ويستعرض مثال آخر من تونس كيف ساعدت الشراكة بين المتطوعين والدولة في زيادة مستوى مشاركة المجتمعات الريفية في عمليات صناعة القرار، وصولاً إلى وضع حلول تعاونية لمعالجة مشكلة ندرة المياه.

 

كما يقدم التقرير توصيات مهمة بشأن السياسات العامة لصنّاع القرار، تشمل:

 

  • الاستفادة من خبرات المتطوعين والمتطوعات ومعارفهم وتجاربهم في تحقيق التنمية، بما يتجاوز تقديم الخدمات، وبما يشمل الابتكار الاجتماعي والشمول.
  • زيادة مساحة التقدير الاجتماعي لمساهمات المتطوعين والمتطوعات، ولا سيّما في ظل عدم إظهار تقدير موازٍ عادة للعمل التطوعي غير الرسمي.
  • تحديد العوامل التي تعيق المشاركة التطوعية، وخصوصاً بالنسبة للفئات المهمشة، وتبني آليات تراعي النوع الاجتماعي وتدعم مشاركة المرأة في العمل التطوعي.
  • الاستثمار في القياس والبيانات الخاصة بالمتطوّعين والمتطوّعات، ودعم الأبحاث التي تدرس التطوّع، بهدف تحسين قياس أثر العمل التطوعي على التنمية.

 

وكانت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، قد افتتحت فعالية الإطلاق الإقليمي للتقرير. وكانت بعدها كلمة لمعالي الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر ، وكلمة للسيدة إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر. وقدّم الدكتور كريستيان هاينزل النتائج والرسائل الأساسية لتقرير حالة التطوع في العالم 2022، فيما تولّى إدارة الفعالية سعادة الوزير المفوض طارق النابلسي، مدير إداة التنمية والسياسات بالجامعة العربية.

 

--------------------------------------------------

 

ملاحظات للمحررين: 

 

لمزيدٍ من المعلومات ولتحديد مواعيد المقابلات، يُرجى التواصل مع:

حسن ابحيص hasan.ibhais@unv.org

 

للحصول على التقرير الكامل والموارد الأخرى، يُرجى زيارة الموقع التالي:

https://swvr2022.unv.org/

 

نبذة عن برنامج الأمم المتحدة للمتطوّعين:

برنامج الأمم المتحدة للمتطوّعين هو منظمة تابعة للأمم المتحدة تُساهم في السلام والتنمية من خلال الأنشطة التطوّعية في جميع أنحاء العالم. ويشكل التطوّع وسيلةً فعّالةً من أجل إشراك الناس في مواجهة التحديات الإنمائية، وبمقدوره أن يغير وتيرة الجهود الإنمائية وطبيعتها. ويُدار برنامج الأمم المتحدة للمتطوّعين مِن قِبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

 

[1]https://www.un.org/en/coronavirus/tackling-inequality-new-social-contract-new-era

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

مكتب المنسق(ـة) المقيم(ـة)
برنامج متطوعي الأمم المتحدة

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة