تقف وكالات الأمم المتحدة الإنسانية على أهبة الاستعداد على الحدود المصرية مع قطاع غزة لإيصال المساعدات المنقذة للحياة في وقت أشارت التقارير إلى التوصل لاتفاق بوساطة أمريكية للسماح لعشرين شاحنة تحمل مساعدات بدخول القطاع قادمة من مصر.
ويوجد نحو 3000 طن من الإمدادات على الجانب المصري من معبر رفح منذ السبت الماضي.
يأتي هذا في الوقت الذي وصل فيه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى مصر لمواصلة جهوده الدبلوماسية، بعد أن دعا إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في أعقاب القصف الذي استهدف المستشفى المعمداني في مدينة غزة الثلاثاء، والذي أسفر عن مقتل 471 شخصا وفقا لسلطات الأمر الواقع في القطاع.
وتعليقا على الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دكتور تيدروس غيبريسيوس "بالقيادة الأميركية، والموافقة الإسرائيلية على السماح بدخول المساعدات الطبية والماء والغذاء" إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، مضيفا في رسالة نشرها على موقع X (تويتر سابقا) أن "حياة الكثيرين تعتمد على حدوث هذا".
وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس شدد في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء على ضرورة أن تكون الجهات الفاعلة الإنسانية قادرة على "توصيل الإغاثة للمدنيين المحتاجين في جميع أنحاء غزة، دون عوائق، في الأماكن التي يختارونها، وفي الأماكن التي يعتبرون أنفسهم فيها آمنين، وحيث يمكننا أن نضمن سلامتهم".
ظروف مضنية
ويقدر عدد النازحين في قطاع غزة بنحو مليون شخص بمن فيهم أكثر من 513 ألفا لجأوا إلى المنشآت التابعة لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في مختلف أنحاء القطاع.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنهم "يعيشون ظروفا مضنية"، في ظل انقطاع تام للكهرباء لليوم التاسع على التوالي.
وأضاف أن المستشفيات على شفا الانهيار، حيث تعمل بالحد الأدنى من طاقتها وتكافح من أجل الحفاظ على تشغيل غرف الطوارئ، وتعلق بعض العمليات الجراحية، وتعمل في الظلام وتحد من استخدام المصاعد.
وبدورها، وثقت منظمة الصحة العالمية 59 هجوما ضد العاملين في القطاع الصحي والمنشآت الصحية، كما قتل 16 عاملا صحيا، فيما أصيب العشرات منهم. وتضررت 26 منشأة صحية، و23 سيارة إسعاف.
مخزونات على وشك النفاد
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إنتاج المياه من مصادر المياه الجوفية البلدية يقدر بأقل من خمسة بالمائة من مستواه قبل الأزمة الأخيرة. كما أدى نقص الوقود وانعدام الأمن وتضرر الطرق إلى توقف عمليات نقل المياه بالشاحنات في معظم المناطق.
وأضاف أن شركاء الأمم المتحدة يقدرون أن متوسط استهلاك المياه من جميع المصادر ولجميع الاحتياجات قد انخفض إلى ثلاثة لترات يوميا للشخص الواحد.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أن هناك حاجة إلى ما بين 50 إلى 100 لتر من الماء للشخص الواحد يوميا لضمان تلبية معظم الاحتياجات الأساسية، وتقليل المخاوف الصحية.
وأوضح المكتب أنه رغم التحديات الجمة، فإن برنامج الأغذية العالمي استمر في تقدم المساعدات الغذائية والنقدية يوميا إلى 522 ألف فلسطيني منذ بداية الأزمة.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن المخزونات التجارية من السلع الغذائية الأساسية آخذة في النفاد، ولن تكفي على مستوى المتاجر سوى لبضعة أيام أخرى. كما أن تجار التجزئة لا يستطيعون إعادة التخزين من تجار الجملة بسبب الدمار واسع النطاق وانعدام الأمن.
(المصدر: أخبار الأمم المتحدة)