ملاحظات للصحفيين مع وزير خارجية مصر القاهرة، 24 مارس/آذار 2024
٢٤ مارس ٢٠٢٤
إن مصر هي ركيزة عالمية للسلام – واليوم أتيحت لي الفرصة لمناقشة عدد من القضايا الحيوية مع كل من الرئيس السيسي ووزير الخارجية.
وهذا يشمل الظروف القاسية في غزة، ولكن أيضا الوضع المتفجر في الضفة الغربية المحتلة، والقضايا التي تؤثر على الشرق الأوسط الكبير والسودان وما ورائهما.
السلام عليكم.
صديقي العزيز، وزير الخارجية شكري، شكرا لكم على حفاوة الاستقبال.
إن مصر هي ركيزة عالمية للسلام – واليوم أتيحت لي الفرصة لمناقشة عدد من القضايا الحيوية مع كل من الرئيس السيسي ووزير الخارجية.
وهذا يشمل الظروف القاسية في غزة، ولكن أيضا الوضع المتفجر في الضفة الغربية المحتلة، والقضايا التي تؤثر على الشرق الأوسط الكبير والسودان وما ورائهما.
زيارتي هي جزء من مهمة التضامن الرمضانية التي أقوم بها كل عام للمجتمعات المسلمة التي تمر بمحنة.
وأود أن أقول لكم إنني بالأمس، مررت بلحظة من الأسى العميق.
فأثناء هذه الزيارة التضامنية أصوم، احتراما لمعتقدات المجتمعات التي أزورها. وقد تناولنا إفطارا مع لاجئين سودانيين هنا في القاهرة تعبيرا عن تضامني أيضا مع الشعب السوداني.
وغمرني الحزن البالغ عندما كنا نتناول الإفطار بالقرب من النيل، بينما نعرف أن الكثيرين، ربما غالبية الناس في غزة، لم يتمكنوا من الحصول على وجبة إفطار مناسبة.
بالأمس، سافرت إلى معبر رفح لتسليط الضوء على محنة الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل النجاة من الكابوس في غزة.
يدرك العالم بأسره أن الوقت قد حان لإسكات البنادق وضمان وقف فوري لإطلاق النار للأغراض الإنسانية.
كما قمت بزيارة لا تُنسى مع فلسطينيين مصابين من غزة في مستشفى العريش يتعافون من جروح هذه الحرب الوحشية - وأشكر كرم مصر هنا أيضًا.
اسمحوا لي أن أكون واضحا. لا شيء يبرر هجمات حماس المقيتة في 7 أكتوبر واحتجاز الرهائن في إسرائيل.
ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وأود أن أعترف بالدور السياسي والإنساني الحيوي لمصر.
يعتبر مطار العريش ومعبر رفح شريانين أساسيين لتوصيل المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة.
لكن هذين الشُريانين مسدودان.
فعلى أحد جانبي الحدود تقف على مد البصر شاحنات إنسانية ممنوعة من المرور.
وعلى الجانب الآخر، لدينا كارثة إنسانية في الزمن الفعلي تمتد إلى أبعد من ذلك.
بالنظر إلى غزة، يبدو تقريبًا أن فرسان الحرب والمجاعة والغزو والموت الأربعة يركضون عبرها.
لهذا فإن الوقت قد حان لوقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية.
إنني باسم روح الرحمة في رمضان، أحث أيضا على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
يجب أن تنتهي المعاناة.
الفلسطينيون في غزة بحاجة ماسة إلى ما وُعدوا به - طوفان من المساعدات.
لا تنقيط. لا قطرات.
لقد تحقق قدر من التقدم، ولكن ما زال هناك الكثير مما ينبغي عمله.
إن تحقيق ذلك يتطلب خطوات عملية للغاية.
إنه يستلزم من إسرائيل إزالة العقبات المتبقية وتخفيف نقاط الاختناق.
يتطلب ذلك المزيد من المعابر ونقاط الوصول. جميع الطرق البديلة مرحب بها. لكن الطريقة الوحيدة التي تعمل بكفاءة وفعالية لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر.
يتطلب ذلك زيادة هائلة في السلع التجارية.
وأكرر، الأمر يتطلب وقفا إنسانيا فوريا لإطلاق النار..
إن الاهوال الحالية في غزة لا تخدم أحدا - ولها تأثير في جميع أنحاء العالم.
وان الاعتداء اليومي على الكرامة الإنسانية للفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي.
وهو يُمثل تحديا للقيم التي نحتفي بها كقيم عالمية.
وهو يتحدى المبادئ الإنسانية الجوهرية.
وهو يتحدى إنسانيتنا الأساسية.
السيدات والسادة الإعلاميين،
نحن نواجه شدائد واختبارات على كثير من الجبهات.
مساء أمس، كان لي شرف تناول الإفطار مع لاجئين فروا من الصراع في السودان.
تأثرت بشدة بقصصهم التي ينفطر لها القلب عن المعاناة التي لا تُوصف ورحلاتهم الخطيرة – كما كان صمودهم الهائل مثار إلهام عميق بالنسبة لي.
وإنه من المثير للصدمة أن نرى الحرب تستعر أثناء شهر رمضان الكريم، رغم المناشدات العالمية من أجل وقف إطلاق النار.
منذ اندلعت الحرب في السودان قبل عام، استقبلت مصر بسخاء ما يزيد على 500 من اللاجئين السودانيين. وأنا أعلم أنكم تستضيفون بالفعل خمسة ملايين آخرين.
أ
شكر مصر على استضافة أولئك وغيرهم الكثير من الوافدين واللاجئين المستضعفين وأحث المجتمع الدولي على رفع مستوى دعمه لجهود مصر.
كما أود أن أنتهز هذه الفرصة لحث جميع الدول على ضمان سلامة نظام الحماية الدولي للاجئين وحقوق جميع الأشخاص أثناء التنقل.
مرة أخرى، السيد وزير الخارجية، أُشيد بقيادة بلدكم في هذه الأوقات الصعبة – ومن خلالكم، اسمحوا لي بتوجيه التحية لشعب مصر على سخائهم والتزامهم بقيم الرحمة والسلام والتضامن – التي هي قيم شهر رمضان.
شكرا لكم.