الأمين العام -- رسالة بمناسبة يوم أفريقيا 2024 نيويورك، 25 أيار/مايو 2024
٢٥ مايو ٢٠٢٤
في يوم أفريقيا، نحتفل بهذه القارة الدينامية والمتنوعة وبمساهمات الأفريقيين في عالمنا. وتُستمد إمكانات القارة الهائلة من سكانها الشباب والمتزايدين، ومواردها الطبيعية الغنية، وجمالها الخلاب وتنوعها الثقافي.
ويمكن لمبادرات مثل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وخطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063، إلى جانب صوت أفريقيا المسموع بصورة متزايدة، بما في ذلك دورها القيادي في مجال الطاقة المتجددة، أن تساعد في تحقيق هذه الإمكانات.
ولكن تحقيق مستقبل مشرق لسكان أفريقيا البالغ عددهم 1,2 بليون نسمة يعني التصدي للتحديات التي تعوق تقدم أفريقيا - من آثار تغير المناخ، إلى النزاعات الفتاكة والتغييرات غير الدستورية للحكومات، وإلى الجوع، والفقر، وعدم المساواة وأعباء الديون الساحقة.
ونحن بحاجة إلى إنقاذ أهداف التنمية المستدامة. وسيتطلب ذلك، من بين إجراءات أخرى، أن نصلح الهيكل المالي الدولي حتى تتمكن البلدان النامية من الحصول على الموارد التي ستحتاجها للاستثمار في مستقبل شعوبها - بما في ذلك تعزيز نظم التعليم، وهو الموضوع الذي يبحثه الاتحاد الأفريقي هذه السنة.
ويجب أن نعمل جنبا إلى جنب مع أفريقيا لبناء اقتصادات خضراء ترتكز على الطاقة المتجددة، وضمان أن تعود موارد القارة من المعادن الحرجة بالفائدة على الأفريقيين في المقام الأول.
ويجب أن نعزز تآزرنا لحماية حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والتطرف المصحوب بالعنف، وفي نهاية المطاف، إسكات البنادق في جميع أنحاء أفريقيا. ويشكل القرار الذي اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مؤخرا لدعم عمليات السلام التي تقودها أفريقيا خطوة مهمة.
وفي جميع الأحوال، يجب أن يكون لأفريقيا مقعد في كل منتدى متعدد الأطراف - بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والنظام المالي الدولي، وغير ذلك من الهياكل العالمية لوضع المعايير. وسيكون مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سيعقد في أيلول/سبتمبر في نيويورك لحظة مناسبة لإحداث الزخم والتقدم.
وفي يوم أفريقيا، دعونا نجدد تعهدنا بالوقوف إلى جانب جميع الأفريقيين في سعيهم لقيادة قارتهم - وعالمنا - إلى مستقبل سلمي ومزدهر للجميع.