مشاركات عربية في اليوم الثاني لقمة المستقبل: تحديات وإصلاح وحلول
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤
تستأنف قمة المستقبل أعمال يومها الثاني بعد أن اعتمدت الجمعية العامة في افتتاح القمة قرارا بالإجماع يتضمن اتفاقا رئيسيا يُعرف بـ "ميثاق المستقبل" وهو الاتفاق الدولي الأوسع نطاقا منذ سنوات، وتتويج لعملية جامعة استغرقت سنوات لضمان تكيف التعاون الدولي مع وقائع اليوم وتحديات الغد.
مـيثاق المستقبل، الذي يشمل اتفاقين مهمين آخرين هما الـميثاق الرقمي الدولي وإعـلان الأجيال المقبلة، يغطي مجالات جديدة تماما بالإضافة إلى قضايا لم يكن من الممكن الاتفاق عليها منذ عقود. ويهدف في المقام الأول إلى ضمان قدرة المؤسسات الدولية على العمل في عالم تغير بشكل هائل منذ إنشاء تلك المؤسسات.
الإمارات العربية المتحدة
قالت وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة عهود بنت خلفان الرومي، إن على القادة التركيز على الفرص التي يتيحها التعاون الدولي من أجل مستقبل أفضل للعالم أجمع في ظل التحديات المتزايدة.
وأضافت أن الوضع العالمي الحالي يحتم توحيد الجهود والاتفاق على حلول ملموسة والالتزام بها، إلى جانب الاستعداد لمواجهة أية تحديات ناشئة، والعمل على إعادة التأكيد على أهمية مـيثاق الأمم المتحدة ومبادئ العمل الدولي متعدد الأطراف، مشددة على أن قـمة المستقبل "فرصة تاريخية" لهذا الغرض.
وأشارت إلى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من خلال مسبار الأمل والذي "شكل نموذجا ناجحا للتعاون الدولي وتوسيع المعرفة العالمية في مجال الفضاء، وفتح المجال أمام آفاق وفرص علمية جديدة للشباب وللمنطقة بوجه عام".
وقالت السيدة الرومي إن مؤتمر المناخ الثامن والعشرين (COP28) الذي استضافته بلادها جسد قدرة العمل الدولي متعدد الأطراف "على تحقيق نتائج فاعلة وجريئة من أجل مستقبل أفضل للبشرية في اتفاق الإمارات الذي اعتمدته 198 دولة".
كما أكدت أن الإمارات تؤمن بأن الاستعداد من أجل المستقبل يتطلب توظيف التقنيات الناشئة بشكل عام والاستفادة منها، وخاصة الذكاء الاصطناعي، وبطريقة تعزز مبادئ التسامح والشمولية والتعاون. وشددت على أهمية الأخذ بأصوات الشباب والنساء وكافة فئات المجتمع في عمليات التخطيط وصنع القرارات، بما في ذلك في المناطق التي تعاني من أوضاع صعبة.
يشارك في فعاليات القمة اليوم نحو 137 مسؤولا رفيعا ومندوبا وممثلا للدول والمنظمات. من بين الدول العربية المشاركة في اجتماع اليوم لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وليبيا والسعودية والإمارات وجيبوتي والمغرب والجزائر وموريتانيا.
المملكة العربية السعودية
وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان قال في كلمة بلاده أمام قمة المستقبل إن المملكة العربية السعودية حرصت على المشاركة الفعالة في المفاوضات وصياغة ميثاق المستقبل "إيمانا منها بما يمثله من فرصة لتغيير واقعنا نحو الأفضل، وتأكيدا على أهمية تطوير العمل متعدد الأطراف ليكون أكثر فاعلية وتأثيرا في معالجة تحديات الحاضر والمستقبل".
وأعرب عن أمله في أن يعيد ميثاق المستقبل المجتمع الدولي إلى مبادئه الأساسية وقوانينه وأعرافه الجامعة، بعيدا عن الحروب والتوترات الجيوسياسية التي ضاعفت من فجوات التنمية بين الدول، وأضعفت الروابط بين الشعوب، وأضرت بمصداقية المؤسسات الدولية.
ونبه بن فرحان إلى أن "حاجة المؤسسات الدولية الملحة للإصلاحات الجذرية يظهر بوضوح من خلال فشلها في إنهاء الكارثة الإنسانية بفلسطين وعجزها عن محاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلية على تجاوزاتها".
وأضاف أن استمرار الإخفاقات الدولية في إحلال السلام حول العالم، وتحديدا حل الصراع في الشرق الأوسط، سيضع ميثاق المستقبل على المحك، مضيفا أن "الأمن والاستقرار هو الأساس المتين لأي تعاون لتحقيق التنمية".
وقال وزير الخارجية السعودية: "نتطلع إلى أن تسهم جهودنا المشتركة في إرساء قيم عالمية مشتركة مع الحفاظ على السيادة الوطنية والهوية الثقافية الأصلية في جو يسوده الاحترام المتبادل للمضي قدما في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة".
جيبوتى
محمود علي يوسف، وزير الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي قال إننا نعيش لحظة من الأمل والفرصة، محذرا من مخاطر تآكل التعددية وتكاليف التقاعس عن العمل.
وأكد ضرورة التوصل إلى إجماع بشأن مجموعة من التدابير التي يمكن أن تعزز الحوكمة العالمية الملائمة للمستقبل، مشيرا إلى أن بلاده جيبوتي والدول الأفريقية شاركت رؤيتها لنهضة أفريقيا وخريطة الطريق لتحقيقها.
ودعا محمود علي يوسف إلى إصلاحات جريئة وتحويلية في البنية المالية الدولية لمعالجة أوجه عدم المساواة وعبء الديون غير المستدام على البلدان الأفريقية، والذي قال إنه تفاقم بسبب ممارسات التجارة غير العادلة فضلا عن القيود السياسية المرتبطة بها.
وسلط الوزير يوسف الضوء على ضعف تمثيل أفريقيا في المؤسسات المالية الدولية. وقال إنه وبرغم أن العدد الأكبر من البرامج في صندوق النقد الدولي هي برامج أفريقية، إلا أن أفريقيا لا تمتلك سوى 6.5% من حصة التصويت.
وحث على إعادة الالتزام الجماعي بميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا أهمية منع الصراعات وحل النزاعات سلميا. ودعا الوزير الجيبوتي إلى تسريع إصلاح مجلس الأمن لجعله أكثر تمثيلا، ومعالجة الظلم الذي تواجهه أفريقيا والمناطق الأخرى. واختتم يوسف كلمته بالتأكيد على أهمية مبادئ الميثاق في المشهد العالمي اليوم، حيث تستمر الأزمات والتهديدات الجديدة.
الأردن
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في الأردن، زينة طوقان قالت إنه "بينما نعمل بشكل جماعي على اللحاق بالركب وتسريع التقدم، لا يمكننا أن ننسى الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة في البلدان والمناطق التي مزقتها الصراعات".
وأضافت: "لقد أصبحت الكارثة الإنسانية في غزة، نتيجة للحرب البربرية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، تفوق التصور". وحذرت من أن الدمار الشامل والنزوح القسري دليل على وحشية هذه الحرب التي تخلق جيلا ضائعا محروما من السلام والأمل والفرص، مضيفة أن السلام العادل والدائم هو الطريق الوحيد لإنهاء هذا الصراع بشكل دائم.
وأوضحت أنه من المهم تجديد الالتزامات بميثاق الأمم المتحدة لضمان عدم وجود معايير مزدوجة في الالتزام بالقانون الدولي، فضلا عن القانون الدولي الإنساني.
وشددت على أنه يجب السعي لتنشيط وتعزيز عمل الجمعية العامة والتركيز على إصلاح مجلس الأمن على نحو يعكس حقائق العصر وعمله ودوره في تعزيز السلم والأمن الدوليين بما يضمن فعالية هذه الهيئات وقدرتها على الوفاء بولايتها.
وأكدت على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة من أجل استعادة البلدان والشعوب الثقة في النظام متعدد الأطراف والتعاون الدولي. وقالت طوقان: "لدينا الآن فرصة لتحقيق نظام متعدد الأطراف أكثر كفاءة وشمولا يعكس حقائق اليوم ويحقق المستقبل، ويعزز التمويل من أجل التنمية".
الجزائر
أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف ترحيب الجزائر بانعقاد القمة الحالية، مشيدا بالزخم الإيجابي الذي أسهم فيه الأمين العام للأمم المتحدة. وأشار إلى أهمية استعادة المنظمة لدورها بوصفها إطارا جامعا لتوافق الدول الأعضاء في مواجهة التحديات العالمية، مثل الأزمات والحروب المتزايدة والفوارق التنموية والتهديدات المناخية.
كما أكد الوزير عطاف التزام بلاده الجزائر بالمساهمة في تجسيد نتائج القمة على أرض الواقع، مؤكدا على ضرورة إطلاق مسار جاد لإعادة التوازن المفقود في العلاقات الدولية، الذي قال إنه يُعتبر مصدرا رئيسيا للتوترات والاختلالات. وأشار إلى ما وصفه بـ "تهميش الدول النامية"، وخاصة الأفريقية، في مجلس الأمن والمؤسسات المالية الدولية.
كما أكد عطاف على ضرورة إجراء "إصلاح عميق" لمنظومة الأمم المتحدة يضمن استمراريتها وقدرتها على التكيف مع التحديات الحالية والمستقبلية. وشدد على أن الإصلاح يجب أن يعيد للمنظمة دورها الحيوي باعتبارها قلب الدبلوماسية العالمية ويعكس تطلعات الأجيال الحالية والمستقبلية، مما يساعد على تحقيق العدالة والتوازن في الساحة الدولية.
لبنان
بهية الحريري عضوة البرلمان اللبناني تحدثت أمام القمة نيابة عن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، حيث نقلت في مستهل الكلمة اعتذاره "عن عدم تمكنه من الحضور بسبب الظروف القاهرة والمدمرة التي تستهدف السكان الآمنين من شعب لبنان" كما قالت.
وأضافت أن رئيس الوزراء اللبناني يعمل مع الفريق الحكومي على رفع "الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان على كافة المستويات الإنسانية والدبلوماسية والصحية والمعيشية والأمنية ومتابعة عمليات النزوح واستهدف الأحياء السكنية بعد المجزرة التي طالت ما يزيد على 3000 آلاف من المواطنين اللبنانيين في بيروت والجنوب والبقاع".
وقالت الحريري إن الشعب اللبناني يواجه خطرا شديدا بعد تدمير مساحات من الأراضي الزراعية واستهداف الكثير من المباني السكنية في معظم المناطق اللبنانية وتضرر القطاعات الاقتصادية وتهديد السكينة المجتمعية "وخصوصا بعد أن طلبت الكثير من الدول من مواطنيها مغادرة لبنان".
وذكرت أن قمة المستقبل تُعقد في وقت دقيق حيث إن البشرية قاطبة بحاجة ماسة إلى الحوار والمراجعة والتبصر في المسائل الكبيرة التي تهدد السلم والأمن الدوليين. وأكدت ضرورة العمل لاستعادة الثقة في النظام العالمي.
سوريا
المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك قال في كلمته أمام القمة "إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وإمعان سلطات الاحتلال في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وأعمال العدوان المتواصلة على فلسطين ولبنان وضد بلادي سوريا، تمثل انتهاكا جسيما وغير مقبول للقانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ولجميع الأعراف والقيم الإنسانية والحضارية، كما تشكل عائقا أساسيا أمام وصولنا إلى المستقبل المشترك الذي نصبو إليه".
وشدد على أن المستقبل الذي تنعقد من أجله هذه القمة ينبغي أن يشهد تغيرا جوهريا يصب في صالح الدول الأعضاء وشعوبها كافة، مضيفا أن ذلك "يستوجب تخلي بعض الدول الغربية عن عقلية الماضي وأطماع الهيمنة والاستعمار، والكف عن سعيها لفرض إرادتها على الشعوب الأخرى".
وأكد أن بلاده تتطلع إلى مستقبل قائم على الحوار والدبلوماسية وتعزيز العمل متعدد الأطراف وإعلاء مبادئ الميثاق وسيادة القانون على الصعيد الدولي، وأن يكون خاليا من الاحتلال وأطماع الهيمنة والإرهاب والتدابير الانفرادية القسرية والعقاب الجماعي للشعوب.
ونبه كذلك إلى أن الوضع الراهن لمؤشرات تنفيذ أهـداف التنمية المستدامة على الصعيد العالمي يستلزم تعزيز الجهود المشتركة والارتقاء بالتعاون الإنمائي الدولي وعدم تسييسه وضمان حصول الدول النامية على التقنيات الحديثة بما يكفل تحقيق إنجازات ملموسة.
ليبيا
رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي قال إن قمة المستقبل تمثل فرصة لمناقشة التحديات العالمية وإيجاد حلول مبتكرة وشاملة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأكد أهمية التقدم التكنولوجي، خاصة في المجال الرقمي، بهدف تطوير استراتيجيات تعزز التحول الإيجابي في المجتمع.
وشدد على ضرورة معالجة الفجوات الرقمية والاقتصادية لضمان فرص متكافئة للجميع.
كما أعرب المنفي عن التزام ليبيا بدورها الإقليمي والدولي في دعم مبادئ القمة، وتعزيز الحوار لمواجهة التحديات مثل التغير المناخي والهجرة غير الشرعية والإرهاب.
وأكد أهمية التعاون الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة وتوفير بيئة تنموية في الدول المتضررة. وأشار إلى أن القمة تهدف إلى بناء مستقبل يضمن الفرص المتساوية للجميع، وأن التعاون بين الدول ضرورة لضمان التنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته، دعا المسؤول الليبي إلى الالتزام بمبادئ قمة المستقبل، مؤكدا أنه من خلال العمل الجماعي يمكن التغلب على التحديات وتحقيق عالم تتاح فيه الفرص للجميع للازدهار والعيش بكرامة وسلام.
موريتانيا
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قال إن قمة المستقبل تمثل فرصة قيمة للوعي بوحدة المصير الإنساني والمسؤولية الجماعية تجاه المستقبل. وأشار إلى الأزمات العالمية الحالية التي تستدعي القلق.
وحذر من أنه إذا استمرت الدول في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بنفس الأساليب الحالية، فلن تتمكن من القضاء على الفقر أو تحقيق السلام أو استعادة التوازن البيئي. وأوضح الغزواني أن التعثر في تحقيق هذه الأهداف سينعكس بصورة سلبية على الحاضر والمستقبل.
وأكد أن أفريقيا، من خلال الاتحاد الأفريقي، تبذل جهودا لتحقيق أجندة 2063 المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى جهود موريتانيا في محاربة العنف والإرهاب والفقر والهشاشة والعمل على ترقية وتأهيل رأس المال البشري وعلى الإسهام في تحقيق الاندماج الاقتصادي الأفريقي.
لكن الرئيس الموريتاني قال إن النتائج التي تم تحقيقها في هذا السياق - على الصعيدين الإقليمي والدولي - لا ترقى إلى المستوى المطلوب، مشيرا إلى التأثيرات التي خلفتها الحروب والأزمات الاقتصادية والتغير المناخي.
ودعا الغزواني إلى وضع حلول جذرية لتعزيز التعاون الدولي وتجديد الثقة بين الدول. كما رحب بميثاق المستقبل ودعا إلى إصلاح مجلس الأمن لضمان تمثيل أفريقيا بشكل أفضل في الأجندات الدولية. وطالب بحل أزمة المديونية وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة للجميع.
المغرب
رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش قال إن قمة المستقبل تأتي في سياق عالمي مليء بالتحديات، مما يجعلها فرصة لتعزيز الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وتفعيل نظام متعدد الأطراف لتحقيق مستقبل مستدام.
وأوضح أخنوش أن تنفيذ ميثاق المستقبل يعتمد على خمسة شروط أساسية:
أولها ضرورة وضع السلام والتنمية في قلب الجهود الجماعية، حيث لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون بيئة سلمية. وأكد في هذا السياق الحاجة إلى "مقاربة عالمية دامجة تقوم على الثقة والحوار والاحترام المتبادل".
ثانيا، ضرورة تركيز الجهود على الإرادة السياسية الحقيقية للعمل بشكل جماعي وتعزيز الحلول القائمة على الإنصاف والشرعية والتضامن.
ثالثا، أكد أهمية أفريقيا بوصفها معيارا لقياس فعالية التعاون التنموي، داعيا إلى تحويل تحديات القارة إلى فرص للتنمية.
رابعا، دعا إلى ضرورة ترجمة الالتزامات إلى إجراءات ملموسة لمواجهة التحديات مثل تغير المناخ والإرهاب.
خامسا وأخيرا، أعلن السيد أخنوش رفع المغرب لسقف طموحاته فيما يتعلق بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5% بحلول 2030، وزيادة استثماراته في الطاقات المتجددة، الأمر الذي قال إنه يعكس التزام البلاد بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السيادة الغذائية والصحية.
فلسطين
رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى قال إنه بينما يسعون جاهدين للقيام بدور إيجابي في الاستجابة للتحديات العالمية، "فإننا للأسف نعاني من عبء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني واعتداءاته في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".
وأضاف: "بينما أتحدث إليكم الآن، فإن شعبنا في غزة يتحمل أحد أحلك الفصول في التاريخ الحديث. منذ ما يقرب من عام الآن، تسببت حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل في خسائر ومعاناة غير مسبوقة وكارثة إنسانية".
وأشار كذلك إلى أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، يواجه تهديدات منهجية مدفوعة بتصاعد عنف المستوطنين، والغارات العسكرية، والقيود المفروضة على الحركة والحصار المالي، وحجب عائدات الضرائب الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني إنه على الرغم من السنوات الطويلة من القمع والاحتلال، "لا يزال شعبنا صامدا". وأضاف مصطفى أن "الصمود الرائع لشعبنا، حتى في مواجهة الفظائع المستمرة، يجدد ثقتنا في أنهم سيشفون وينهضون من هذه المأساة".
وأكد أنه أصبح من الواجب الآن وقف العدوان وتوسيع نطاق هذه القدرة على الصمود إلى ما هو أبعد من المجال الاجتماعي لتشمل الاقتصاد والبنى التحتية وجميع مجالات التنمية، داعيا إلى ضمان أن تكون فلسطين مجهزة للتعامل والتكيف والتحول في مواجهة التحديات المتنوعة.