بيان صحفي

المجتمع الدولي يحثّ على اتخاذ إجراءات بشأن تصعيد أزمة السودان في الجمعية العامة للأمم المتحدة

٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤

 

  • أدى 17 شهرًا من الصراع الوحشي في السودان إلى تفاقم أسوأ أزمة جوع في العالم
  • في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، ستدعو الأمم المتحدة والدول الأعضاء إلى تكثيف العمل لإنهاء الحرب وتسريع الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة
  • سيتم بث الاجتماع مباشرة هنا بدءًا من الساعة 10 صباحًا بتوقيت جنيف/ 2 مساءً بتوقيت جرينتش/ 4 مساءً بتوقيت جنيف

 

 


(نيويورك، 25 سبتمبر/أيلول 2024) مع دخول الأزمة الإنسانية الكارثية في السودان شهرها الثامن عشر، ستدعو الأمم المتحدة والدول الأعضاء اليوم إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وزيادة التمويل الإنساني وإتاحة الوصول، وإنهاء القتال نهائيًا.

لقد جلبت الأعمال العدائية المتواصلة في جميع أنحاء البلاد البؤس لملايين المدنيين، ما أدى إلى أزمة النزوح الأسرع نموًا في العالم، حيث فرّ أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم منذ أبريل/نيسان 2023 – نصفهم من الأطفال – ومن ضمنهم أكثر من مليوني شخص بحثوا عن الأمان في البلدان المجاورة.

ويشهد السودان الآن أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يواجه أكثر من نصف سكان البلاد – ما يقرب من 26 مليون شخص – مستويات عالية من الجوع الحاد. كما تم تأكيد المجاعة في مخيم زمزم في شمال دارفور، مع تعرض العديد من المناطق الأخرى للخطر. ويعاني ما يقرب من 5 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد.

لقد تم تدمير خدمات الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، كما يزداد انتشار الكوليرا وأمراض أخرى ، فضلاً عن تغيُّب الأطفال عن المدرسة للسنة الثانية على التوالي. وتعدّ حالة الطوارئ هذه واحدة من أسوأ أزمات الحماية في التاريخ الحديث، حيث تستمر مستويات العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي التي ُننذر بالخطر في ترويع المدنيين، ولاسيما النساء والفتيات.

ومع استمرار الأعمال العدائية بلا هوادة، أصبح العمل الإنساني لدعم ملايين الأشخاص في السودان والمنطقة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ولا يزال نقص التمويل وانعدام الأمن وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، داخل السودان، يعوق الجهود المبذولة لتوسيع نطاق جهود الاستجابة.

واصلت البلدان المجاورة – على الرغم من أنها تعاني بالفعل من نقص التمويل المزمن ومن ارتفاع أعداد النازحين من قبل النزاع في السودان – في الترحيب باللاجئين السودانيين. هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لمساعدة الحكومات المضيفة على توفير الحماية الأساسية والمساعدة الحيوية المنقذة للحياة للوافدين الجدد.

يستضيف الاجتماع الوزاري اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – إلى جانب المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وسيحدّدون معًا الخسائر البشرية المدمرة التي قد تحدث إذا فشل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية لوضع حدّ للأزمة الإنسانية ووقف القتال في السودان.

وتسعى خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة في السودان لعام 2024 إلى الحصول على 2.7 مليار دولار أمريكي لمساعدة 14.7 مليون شخص حتى نهاية هذا العام. وهي مموّلة حاليًا بنسبة 49 في المائة أي أقل من النصف.

وتتطلّب خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في السودان لهذا العام 1.5 مليار دولار لدعم 3.3 مليون لاجئ وعائد ومجتمعات مضيفة في سبعة بلدان مجاورة للسودان. وهي حاليًا مموّلة بنسبة 25 في المائة فقط.

تقول جويس مسويا، وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالإنابة: "عانى الناس في السودان 17 شهرًا من الجحيم، ولا تزال المعاناة تتزايد. فقد قُتل آلاف المدنيين، ونزحت مجتمعات بأكملها وحُرمت من الطعام، وتشتتتت العائلات، وتعرض الأطفال للصدمات، واغتصبت النساء وأسيئت معاملتهن. هناك حاجة ملحة إلى العمل الدولي الحاسم وإلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، من خلال كافة الطرق اللازمة، وزيادة تمويل الاستجابة، والالتزام الصارم بحماية المدنيين، والأهم من ذلك كله، اتخاذ خطوات حقيقية وشاملة لإنهاء هذه الحرب المدمرة".

 

 

 

ويقول المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: "لقد أدت هذه الحرب الوحشية إلى نزوح ملايين الأشخاص، وأجبرتهم على ترك منازلهم ومدارسهم ووظائفهم بحثًا عن الأمان. وتستضيف البلدان المجاورة للسودان بسخاء عددًا متزايدًا من اللاجئين، لكنها لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية بمفردها. ويحتاج الناس الآن إلى المساعدات الإنسانية والدعم لإعادة بناء حياتهم. كما أن هناك حاجة ملحة إلى بذل جهود السلام الهادفة حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم في نهاية المطاف. إن استقرار المنطقة بأكملها على المحك".

ويقول وزير خارجية المملكة العربية السعودية، سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود: "لم تدخر المملكة العربية السعودية جهدًا في دعم الشعب السوداني منذ بداية الأزمة. ويشمل ذلك مساهمتنا في إنشاء مركز إنساني لبرنامج الأغذية العالمي في جدة، والذي يعمل كمركز لتخزين وإرسال المساعدات إلى السودان والدول المجاورة المتضرّرة من الأزمة. ومن المهم للغاية استعادة العمليات الإنسانية، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، وضمان سلامة الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات الأساسية".

ويقول وزير خارجية جمهورية مصر العربية، معالي السيد بدر عبد العاطي: "تلتزم الحكومة المصرية بإنهاء النزاع في السودان، وضمان توفير المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين. إن العمل الجماعي للحفاظ على سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه هو أمر لا بد منه".

وتقول السفيرة والممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية، سعادة السيدة ليندا توماس غرينفيلد: "خلقت الحرب في السودان أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، وبينما يجتمع القادة في نيويورك، فإن البلاد على حافة مجاعة لعدة أجيال قادمة. وعملت الولايات المتحدة بلا كلل مع الشركاء للتفاوض بشأن إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر خطوط النزاع والحدود وللتوسط لإنهاء العنف. كما يجب على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده لوقف دوامة الموت والدمار هذه. هذا أقل ما يستحقه شعب السودان".

وتقول مفوضة الاتحاد الأفريقي للصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية، سعادة السفيرة سيسوما ميناتا ساماتي: "التزم الاتحاد الأفريقي بمبلغ 11 مليون دولار أمريكي في عام 2024، بما في ذلك 7 ملايين دولار من صندوق السلام التابع للاتحاد الأفريقي، لدعم السلام والاستقرار في أفريقيا. سيساعد هذا التمويل جهود الإغاثة الإنسانية للسودان وجيرانه الذين يستضيفون اللاجئين، وسيدعم عملية السلام في السودان. كما يدين الاتحاد الأفريقي النزاع الدائر في السودان، ويحثّ على اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الأرواح والبنية التحتية".

ويقول مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، سعادة السيد يانيز لينارتشيتش: "لا يمكن وصف الوضع في السودان الآن إلا بأنه كارثة إنسانية على أعلى مستوى. وترتكب جميع الأطراف أعمالًا وحشية، كما أكدت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق مؤخرًا. ودفعت الحرب، التي دخلت الآن عامها الثاني، أجزاء من شمال دارفور إلى المجاعة، مع توقع تدهور الوضع. إن الأعمال الوحشية والمجاعة هي نتائج هذا النزاع: وأكرّر دعوتي لجميع أطراف النزاع لاستكشاف جميع السبل الممكنة لحله، مع احترام سيادة القانون الإنساني الدولي في الوقت نفسه. ولقد طلبتُ من هيئة الميزانية في الاتحاد الأوروبي الموافقة على تمويل إنساني إضافي للسودان والدول المجاورة له، للمساعدة في معالجة تداعيات الحرب".

 

للتواصل الإعلامي:

  • مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في نيويورك: أماندا برايس،amanda.price@un.org ، +1 917 853 2839
  • المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في جنيف: ويليام سبيندلر، spindler@unhcr.org،+41 79 549 5998

 

مصادر إضافية:

 

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة