الأمين العام -- ملاحظات إلى وسائل الإعلام بشأن مؤتمر الأطراف COP29
٢١ نوفمبر ٢٠٢٤
باكو، 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024
مساء الخير.
لقد عدت للتو من قمة مجموعة العشرين في ريو، حيث كان مؤتمر الأطراف COP29 محورًا رئيسيًا على جدول الأعمال.
دعوت قادة مجموعة العشرين إلى توجيه وزرائهم ومفاوضيهم نحو تأمين تسوية تضمن نجاح المؤتمر، والوصول إلى هدف طموح جديد لتمويل المناخ خلال COP29.
استمعت إلى زعيم تلو الآخر يؤكد أهمية تحقيق نتائج ملموسة.
تعمل الوفود ورئاسة المؤتمر الآن بجد لإيجاد أرضية مشتركة.
لكن، كما ذكرت في كلمتي الافتتاحية، الوقت يمضي.
نحن الآن في اللحظات الحاسمة لمؤتمر الأطراف 29.
إنني ألمس رغبة في التوصل إلى اتفاق، ومجالات التقارب تصبح موضع التركيز. ومع ذلك، لنكن صرحاء، فلا تزال هناك خلافات جوهرية يجب معالجتها.
النجاح ليس مضمونا بعد، ونحن بحاجة إلى دفعة كبيرة لإنهاء المناقشات بنجاح...
لتحقيق حزمة متوازنة وطموحة تعالج جميع القضايا العالقة، مع التركيز على هدف مالي جديد جوهري.
الفشل ببساطة ليس خيارًا
إذ أنه قد يهدد العمل على المدى القريب، والطموح في إعداد خطط العمل الوطنية الجديدة المتعلقة بالمناخ في آن معا، مما قد يؤدي إلى آثار مدمرة محتملة مع اقتراب نقاط تحول لا يمكن الرجوع عنها.
وسيجعل ذلك نجاح مؤتمر COP30 المزمع عقده في البرازيل أكثر صعوبة.
لذا، اسمحوا لي أن أكرر، ما نحتاجه واضح:
التوصل إلى اتفاق بشأن هدف جديد طموح للتمويل المناخي في باكو ضمن إطار مجموعة متوازنة من القرارات.
ينبغي لهذا الهدف، عبر مكوناته المختلفة، أن يحشد التمويل اللازم للدول النامية.
ولا غنى في واقع الأمر عن طفرة في التمويل:
من الضروري ضمان قدرة جميع الأطراف على تقديم خطط عمل وطنية جديدة تتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية، بما في ذلك المساهمات المحددة وطنياً التي يجب أن تكون متوافقة مع هذا الهدف.
لإتاحة الفرصة لكل حكومة للاستفادة من الطاقة المتجددة النظيفة والميسورة التكلفة، وتعزيز الانتقال العادل للطاقة، مع تسريع خفض الانبعاثات في الوقت ذاته.
وتمكين جميع البلدان من حماية نفسها وشعوبها من الكوارث المناخية، مع الاعتراف الدائم بالدور المحوري للتكيف.
على الجانب الآخر، فإن تحقيق النجاح أمر أساسي لبناء الثقة بين الدول.
ولا غنى عن التعاون الدولي، القائم على اتفاق باريس، لدفع العمل المناخي قُدماً.
وفي ظل الانقسامات الجيوسياسية والشكوك الراهنة، يحتاج العالم إلى أن تتحد الدول هنا في باكو.
لذا، أوجه نداءً مباشراً إلى الوزراء والمفاوضين: اعملوا على تخفيف حدة المواقف، وابحثوا عن سبل للتغلب على خلافاتكم، مع الحفاظ على التركيز على الصورة الكبرى.
تذكروا دائماً ما هو على المحك.
هذه قمة COP لتحقيق العدالة في مواجهة الكارثة المناخية...
للاقتراب من تأمين مستقبل كريم وآمن لجميع البشر.
هذا ليس صراعاً بمحصلة صفرية،
والتمويل المناخي ليس عملاً خيرياً...
بل استثمار في الحيلولة دون الدمار الذي ستجلبه الفوضى المناخية غير المنضبطة لنا جميعاً.
إنه دفعة أولى نحو مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً لكل أمة على هذا الكوكب.
لذا، يجب علينا تحقيق تقدم ملموس والبناء على الإنجازات التي حققناها بالفعل.
في الأسبوع الماضي، أعلنت البنوك التنموية متعددة الأطراف عن زيادة كبيرة في التمويل المناخي للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. من المتوقع أن يصل هذا التمويل إلى 120 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، مع تعبئة 65 مليار دولار إضافية من القطاع الخاص، مع توقعات بزيادة هذه الأرقام بحلول عام 2035.
وفي سبتمبر، اتفقت الدول على "ميثاق المستقبل"، الذي يتضمن التزامات هامة تشمل: تحسين الوصول إلى التمويل؛ معالجة فعالة لقضايا الديون؛ وزيادة كبيرة في قدرة الإقراض لدى البنوك التنموية متعددة الأطراف، مما يعزز دورها ويجعلها أكثر قوة وجرأة.
كما تعلمون، هذه المفاوضات تجرى بين الدول الأعضاء، وأنا كأمين عام للأمم المتحدة لست طرفًا مباشرًا في التفاوض. لكنني أدعم رئاسة مؤتمر الأطراف بشكل كامل في جهودها للتوصل إلى اتفاق، مستفيدين من التوافق الذي تم تحقيقه الأسبوع الماضي بشأن أسواق الكربون، إضافة إلى خطط العمل المناخي الوطنية الجديدة التي أعلنت عنها بعض الدول بالفعل.
أدعو كل طرف إلى اتخاذ خطوة إضافية للأمام، وتسريع وتيرة العمل، وتحقيق النتائج المرجوة.
الحاجة ملحة، والمكاسب عظيمة، والوقت محدود.
شكرا لكم.