رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد 2 نيسان/أبريل 2020
٠٢ أبريل ٢٠٢٠
يجب أن تؤخذ حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا (كوفيد-19). وفي اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، دعونا نقف معا، وندعم بعضنا بعضا ونبدي تضامننا مع الأشخاص المصابين بالتوحد.
في اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، نعترف بحقوق الأشخاص المصابين بمرض التوحد ونحتفل بها. ويقع احتفال هذا العام في خضم أزمة في الصحة العامة لم نشهد لها مثيلا طوال حياتنا - أزمة تعرض الأشخاص المصابين بالتوحد لخطر لا يتناسب مع وضعهم نتيجة لفيروس كورونا وتأثيره في المجتمع.
وللأشخاص المصابين بالتوحد الحق في تقرير المصير، والاستقلال وإدارة شؤونهم بأنفسهم، وكذلك الحق في التعليم والعمل على قدم المساواة مع الآخرين. ولكن انهيار نُظم وشبكات الدعم الحيوي نتيجة لمرض فيروس كورونا (كوفيد-19) يزيد من صعوبة العقبات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالتوحد في سياق ممارسة هذه الحقوق. ويجب أن نضمن ألا يؤدي أي تعطيل مطول ناجم عن حالة الطوارئ إلى انتكاسات في الحقوق التي جَهِد الأشخاص المصابون بالتوحد والمنظمات الممثلة لهم للنهوض بها.
ويجب عدم انتهاك حقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، عندما تتفشى الأوبئة. وتقع على عاتق الحكومات مسؤولية ضمان أن تشمل استجابتها مراعاة الأشخاص المصابين بالتوحد. وينبغي ألا يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد أبدا التمييز عند التماس الرعاية الطبية. ويجب الاستمرار بإتاحة إمكانية وصولهم إلى نظم الدعم اللازمة لبقائهم في بيوتهم ومجتمعاتهم المحلية طوال فترات الأزمات، بدلا من مواجهة احتمال الإيداع القسري في المؤسسات.
وعلينا جميعا أن نقوم بدور في كفالة تلبية احتياجات الأشخاص الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بمرض فيروس كورونا (كوفيد-19) خلال هذه الفترة الصعبة. ويجب تقديم معلومات عن التدابير الوقائية في أشكال يسهل الوصول إليها. ويجب علينا أيضا أن نعترف بأنه عندما تستخدم المدارس التعليم عبر الإنترنت، فإن الطلاب الذين يستخدمون طرقا غير معيارية للتعلم يمكن أن يكونوا في وضع غير مؤات. وينطبق الأمر نفسه على مكان العمل وعلى العمل من بعد. وحتى في هذه الأوقات التي لا يمكن التنبؤ بها، يجب أن نلتزم بالتشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم، وضمان أن تكون أساليبنا غير التقليدية في العمل، والتعلم والتواصل بعضنا مع بعض، وكذلك استجابتنا العالمية لفيروس كورونا، شاملة للجميع وفي متناول الناس كافة، بمن فيهم الأشخاص المصابون بالتوحد.
ويجب أن تؤخذ حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا (كوفيد-19). وفي اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، دعونا نقف معا، وندعم بعضنا بعضا ونبدي تضامننا مع الأشخاص المصابين بالتوحد.