تكريم ذكرى اثنين من حفظة السلام المصريين اللذين قدما التضحية الكبرى تحت علم الأمم المتحدة لدعم السلام والاستقرار في مالي
خدم الرقيب حبيشي شعبان أحمد شعبان، والعريف خليل مصطفى العزب، تحت راية الأمم المتحدة، في صفوف بعثة حفظ السلام في مالي.
كرمت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي ذكرى الجنديين المصريين، الرقيب حبيشي شعبان أحمد شعبان، والعريف خليل مصطفى العزب، واللذين جادا بروحيهما مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري أثناء خدمتهما تحت علم الأمم المتحدة من أجل حفظ السلام وتحقيق الاستقرار في مالي.
وكان هجوم بعبوة ناسفة بدائية الصنع استهدف قافلة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، المعرفة باسم (مينوسما) في منطقة تيساليت، في 2 أكتوبر/تشرين الأول، تسبب في مقتل الرقيب حبيشي شعبان أحمد شعبان، 27 عاما، فيما سقط العريف خليل مصطفى العزب، 23 عاما، أثناء حادث سير وقع في 4 أكتوبر/تشرين الأول في كوريومي جنوب تمبكتو.
تفاني وتضحيات واحترافية حفظة السلام المصريين
حضر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي، القاسم واين، والقائم بأعمال قائد قوة المينوسما، مراسم تكريم ذكرى جنديي حفظ السلام المصريين الراحلين والتي أقيمت في 11 أكتوبر/تشرين الأول، في مقر البعثة في باماكو، بجانب قائد قوات المينوسما، وعناصر القوة المصرية، وممثل لوزارة الدفاع المصرية، وعدد من الدبلوماسيين الأجانب.
وفي كلمة قدمها بهذه المناسبة، أعرب السيد/ واين، عن خالص تعازيه ومواساته لأسرتي الرقيب حبيشي شعبان أحمد شعبان، والعريف خليل مصطفى العزب، اللذين قدما – وهما في مقتبل العمر - التضحية الكبرى أثناء عملهما من أجل تعزيز السلام والاستقرار في مالي.
كما وتقدم المبعوث الأممي بأحر تعازيه لمصر حكومة وشعبا، وكذلك إلى حكومة مالي، وأعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل لحفظة السلام المصابين.
وأشاد السيد/ واين بتفاني وتضحيات حفظة السلام، وخاصة القوة المصرية، في دعم الاستقرار وحماية السكان المستضعفين في مالي، والذين يعتمدون على الأمم المتحدة في الحصول على أبسط احتياجاتهم.
وقال: "القوة المصرية هي من بين الفاعلين المتعددين المسؤولين عن عملنا، وقد خدمت (القوة المصرية) على نحو يثير الإعجاب تحت علم الأمم المتحدة في مالي أو في البلدان الأخرى التي ينتشرون بها."
وأضاف رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي: "الآن وبعد مرور خمسة أشهر من وجودي على رأس المينوسما، كنت شاهدا بنفسي على مدى قدرة القوات الخاصة المصرية المنتشرة في تمبكتو، والسرية القتالية المرافقة لها، على تنفيذ مهامها باحترافية وتفان في أصعب الظروف. وحتى عند مواجهتهم للتحديات، فإنهم لا يستسلمون ويستمرون في مهامهم وضمان أن يبقى حفظة السلام الآخرين آمنين والمساهمة في تحقيق ولاية المينوسما المتمثلة في حماية السكان المستضعفين."
إدانة أممية للهجمات على حفظة السلام
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان الهجوم الذي وقع في 2 أكتوبر/تشرين الأول، وأعرب في بيان آنذاك، عن خالص مواساته لأسرة الضحية، وكذلك إلى حكومة وشعب مصر. كما يتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وشدد الأمين العام على أن الهجمات التي تستهدف حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي. ويطالب السلطات المالية بألا تألو جهد ا في تحديد مرتكبي تلك الهجمات ليتسنى تقديمهم إلى العدالة سريعا."
كما وأدان أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم وأعربوا عن أعمق تعازيهم وتعاطفهم مع أسرة الضحية، وكذلك لمصر وللمينوسما. كما تمنوا الشفاء العاجل والكامل لحفظة السلام الذين أصيبوا، وأعربوا عن تقديرهم لحفظة السلام الذين يخاطرون بأرواحهم.
ودعا أعضاء مجلس الأمن الحكومة الانتقالية في مالي إلى إجراء تحقيق عاجل في الهجوم وتقديم مرتكبيه إلى العدالة. وشددوا على أن الهجمات التي تستهدف حفظة السلام قد تُشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وأكدوا أن الاشتراك في التخطيط أو التوجيه أو الرعاية أو تنفيذ الهجمات ضد حفظة السلام التابعين للمينوسما، يُشكل أساسا لإقرار عقوبات بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما وشدد أعضاء مجلس الأمن على أن الإرهاب بكافة أشكاله وصوره يُشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين. وأبرزوا الحاجة إلى تقديم مُرتكبي ومُنظمي وممولي ورعاة تلك الأعمال الإرهابية الجديرة بالشجب إلى العدالة. وأكد أعضاء مجلس الأمن أن أولئك المسؤولين عن عمليات القتل تلك ينبغي محاسبتهم، وحثوا جميع البلدان، وفقا لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، إلى التعاون الفعال مع كافة السلطات المعنية في هذا الشأن.