غزة: الأمم المتحدة في مصر تحشد قدراتها الكاملة فيما تقف مصر في صدارة الاستجابة الإنسانية
تعمل منظومة الأمم المتحدة في مصر بتعاون وثيق مع الحكومة المصرية من أجل إيصال المساعدات الحاسمة إلى أولئك الذين هم في أمس الاحتياج إليها في غزة.
في استجابة قوية للأزمة الإنسانية الخطيرة في قطاع غزة، خصصت مصر مطار العريش الدولي ليكون مركز استقبال الإمدادات الإنسانية القادمة من مختلف أنحاء العالم. وتتولى جمعية الهلال الأحمر المصري تنسيق المساعدات الإنسانية في العريش وإدارة جهود إدخالها إلى غزة عبر معبر رفح.
وفي هذه الأثناء تعمل منظومة الأمم المتحدة في مصر بتعاون وثيق مع الحكومة المصرية من أجل إيصال المساعدات الحاسمة إلى أولئك الذين هم في أمس الاحتياج إليها في غزة. وهذا الجهد الجماعي، والذي ينصب على الاستفادة من معبر رفح باعتباره شريان حياة لـ 2.2 مليون فلسطيني، يُعد بمثابة خطوة شديدة الأهمية نحو الاستجابة للوضع المتدهور.
وتجري الاستعدادات من قبل منظومة الأمم المتحدة في مصر حتى قبل السماح ببدء دخول المساعدات إلى غزة في 21 أكتوبر/تشرين الأول، للمرة الأولى منذ اندلاع الأعمال العدائية. وفي جهد جماعي للمنظومة الأممية، تحت إشراف المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة إلينا بانوفا، يعمل الفريق القُطري للأمم المتحدة في جمهورية مصر العربية يدا بيد مع جمعية الهلال الأحمر المصري وغيره من المؤسسات المصرية لتسريع وتيرة إيصال المساعدات إلى أهل غزة.
مصر في صدارة الجهود الإنسانية والدبلوماسية
منذ اندلاع الأزمة في غزة وحكومة مصر تقف في مقدمة جهود العمل الإنساني المُنقذ للحياة، فيما يُمثل معبر رفح ومطار العريش في مصر محور الأمل في تخفيف معاناة أهل غزة.
وقالت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، السيدة إلينا بانوفا، "باعتبارنا الأمم المتحدة في مصر، فإننا نواصل العمل مع السلطات المعنية في مصر ومع جمعية الهلال الأحمر المصري لتسهيل منظومة لوجستية كافية وقائمة على الاحتياجات من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة."
وأضافت المسؤولة الأممية الأعلى في مصر، "دعوني أوضح أن ما نقوم به على الجانب المصري من الحدود، في المساعدة في إنشاء شريان حياة إنساني إلى غزة، يتم بفضل جهود الحكومة المصرية، وتحت قيادة جمعية الهلال الأحمر المصري."
كما لفتت السيدة بانوفا إلى أن السلطات المصرية مكنت فريقا تقنيا من خبراء الأمم المتحدة من أداء دعم استشاري مؤقت لجمعية الهلال الأحمر المصري في العريش. وأوضحت: "من جانبنا، نهدف من خلال عملنا مع زملائنا في الأرض الفلسطينية المحتلة، إلى ضمان أن ما يتم إدخاله (من مساعدات) يستجيب إلى أهم الاحتياجات في غزة في الوقت الراهن."
فيما يلي نظرة على أبرز جهود منظومة الأمم المتحدة لدعم الاستجابة الإنسانية للأزمة في غزة، مع تركيز على المساعدات التي نجح فريق الأمم المتحدة في مصر، بالتعاون مع الحكومة المصرية والهلال الأحمر المصري، في إيصالها إلى أهل غزة منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول
دعم متعدد المستويات للمنظومة والخدمات الصحية في مصر
قدمت منظمة الصحة العالمية إمدادات أساسية من المركز اللوجستي للمنظمة في دبي، من خلال 14 شاحنة عبر معبر رفح البري إلى غزة. شمل هذا إمدادات الرضوح لـ 3,500 جريح، وأدوية لـ 151,500 شخص يعانون من أمراض غير معدية، و235 حقائب طبية ميدانية، وإمدادات صحية أساسية لنحو 400000 شخص، وما يكفي من مستلزمات علاج الرضوح لدعم 800 عملية جراحية.
كما وقامت منظمة الصحة العالمية في مصر بدعم المجلس المصري للقبائل والأسر في شراء الاحتياجات الأساسية للأطفال والنساء وكبار السن، بما في ذلك الكراسي المتحركة، وأدوات النظافة الشخصية، بما يقرب من 23000 دولار أمريكي.
كذلك ساهمت منظمة الصحة العالمية في مصر في دعم حملات التبرع بالدم من خلال توفير 1,600 وحدات تبريد و200 صندوق عزل بقيمة تقارب 16,000 دولار أمريكي إلى الخدمة الوطنية لنقل الدم/وزارة الصحة والسكان لتكون لديها القدرة على نقل منتجات الدم إلى غزة.
وقدمت المنظمة الأممية إلى مديرية الصحة في شمال سيناء المعدات واللوازم البيئية وأساسيات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، بما في ذلك 10,000 لتر من المنظفات والمطهرات، بالإضافة إلى 10,000 مجموعة من أدوات النظافة. وتهدف هذه الإمدادات إلى دعم الاستجابة الإنسانية الوطنية وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للجرحى الذين عبروا معبر رفح قادمين من غزة بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 113,000 دولار أمريكي.
إضافة إلى ذلك قامت منظمة الصحة العالمية في مصر بدعم القطاع العلاجي بوزارة الصحة من خلال توفير أدوية التخدير بما يقرب من 11000 دولار أمريكي لخدمة 1000 مريض من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيًا.
ولتعزيز مستشفيات الإحالة، ضمن مسار الإخلاء الطبي للمصابين من غزة، دعمت المنظمة وزارة الصحة من بمجموعات علاج الرضوح ومستلزمات جراحة العظام. وتستهدف هذه المستلزمات 1,000 مريض بميزانية قدرها 580,000 دولار أمريكي.
واستجابت المنظمة لطلب وزارة الصحة والسكان المصرية، بشراء جهاز أشعة مقطعية وجهازين C-Arms لدعم مستشفيات الإحالة ضمن مسار الإخلاء الطبي للمصابين من غزة، بتكلفة قدرها 400000 دولار أمريكي. وتعتبر هذه الأجهزة ضرورية لإنقاذ حياة المصابين بجروح خطيرة بسبب الكسور ومشاكل القلب والجهاز التنفسي.
ولدعم لوجستيات وعمليات الهلال الأحمر المصري خلال الأزمة في غزة، وفرت منظمة الصحة العالمية سيارتين مزودتين بقدرات سلسلة التبريد بتكلفة إجمالية قدرها 78,000 دولار أمريكي. والهدف من ذلك هو ضمان النقل والتخزين الفعال للإمدادات الحيوية، والحفاظ على سلامة سلسلة التبريد طوال عملية التوزيع.
بناء القدرات للكادر الصحي
كجزء من الاستجابة للإجلاء الطبي للجرحى من غزة، تجري منظمة الصحة العالمية في مصر سلسلة من الدورات التدريبية التي تغطي موضوعات مختلفة لتعزيز المعرفة والمهارات لمقدمي الرعاية الصحية، وشمل هذا:
- إجراء تدريب على الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي (MHPSS) يشمل الإسعافات الأولية النفسية والعلاج النفسي يشمل الصدمات، وتدريب 15 عالمًا نفسيًا و20 طبيبًا نفسيًا.
- إجراء دورة الطوارئ الأساسية (BEC) لـ 125 من مقدمي الرعاية الصحية معظمهم من الممرضات والأطباء وتشمل الدورة التعامل مع الجرحى والمرضى المصابين بأمراض حادة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيًا، تتضمن الدورة على محتوى عملي كبير يتضمن أيضًا الإصابات المرتبطة بالنزاع بما في ذلك الحروق والإصابات الناجمة عن الانفجارات. وشملت هذه الجهود من جانب المنظمة الأممية تدريبا على تنفيذ المعايير الوطنية لنقل الدم لـ 100 موظف من بنوك الدم من مختلف المحافظات.
استجابة طارئة بكميات كبيرة من الإمدادات
منذ بداية الأزمة، تحركت يونيسف بسرعة لشراء الإمدادات المنقذة للحياة لدولة فلسطين عبر مصر. حتى الآن، تشارك يونيسف بشكل كبير في الاستجابة لحالات الطوارئ من خلال شراء كميات كبيرة من الإمدادات من الخارج وعلى المستوى الإقليمي والمحلي لدعم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المنقذة للحياة والرعاية الصحية بالإضافة إلى حماية الطفل والتغذية، والعودة إلى التعليم والتعلم عندما يكون ذلك ممكنًا.
واعتبارًا من 21 نوفمبر، دخلت 88 شاحنة تابعة ليونيسف محملة بإمدادات الطوارئ إلى غزة عبر معبر رفح منذ 21 أكتوبر.
وقد شملت هذه الشاحنات المياه المعبأة لتغطية ما يقدر بنحو 870,000 شخص، ومستلزمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لخدمة ما يقرب من 50,000 شخص. كما قدمت يونيسف الإمدادات الصحية التي وصلت إلى قطاع غزة وتم توزيعها على ثلاثة مستشفيات في خان يونس ودير البلح. وتضمنت هذه الإمدادات المواد الاستهلاكية الصحية التي ستخدم 137,000 حالة، والأدوية لـ 45,000 حالة، ومجموعات طبية متنوعة، وكذلك المجموعات الطبية الخاصة بالقبالة، ومجموعات الطوارئ الصحية المشتركة بين الوكالات لدعم 250,000 حالة، والمغذيات الدقيقة لـ 280,000 شخص.
بالإضافة إلى ذلك، قامت يونيسف بتزويد 36.000 طفل بأدوات ترفيهية ومستلزمات تنمية الطفولة المبكرة و"مدرسة في صندوق كرتون" لـ 24.000 طالب. كما تم توزيع 4,000 بطانية على المستشفيات والملاجئ غير التابعة للأونروا، كما تم توزيع حفاضات الأطفال لتغطية حوالي 6,700 طفل على الملاجئ التابعة للأونروا وغير التابعة لها.
إن قوافل الإمدادات القادمة من مصر والتي دخلت غزة عبر معبر رفح تشكل شريان حياة لملايين الأشخاص في غزة وتوفر لهم بصيص من الأمل، بحسب يونيسف مصر، لكن المنظمة تقول إنها مجرد قطرة في بحر بالنظر إلى الأعداد الضخمة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة.
دعم جهود الحكومة المصرية لتسهيل عمليات الإجلاء الطبي
وإضافة إلى ذلك، تدعم يونيسف الحكومة المصرية لتسهيل إجلاء الحالات الطبية العاجلة من غزة، مما يسمح لهم بالوصول إلى الخدمات الصحية الحيوية في مصر بأمان. وبشكل أكثر تحديدًا، تدعم يونيسف وشركاؤها وزارة الصحة والسكان بالمعدات واللوازم الطبية. ويشمل هذا 215 جهاز أكسجين، و140 حقنة ومضخات تسريب، و7500 صندوق من الغرز الجراحية.
وتقول يونيسف إن الأولوية هي الإمدادات الطبية لدعم الاستجابة الإنسانية الأولية لنحو 12 ألف حالة طبية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم يونيسف 58 خيمة بأحجام مختلفة لاستخدامها كمستشفيات ميدانية، و10 كراسي متحركة، و9 عيادات صحية متنقلة لدعم المرافق الصحية. علاوة على ذلك، تلقى 40 من العاملين في مجال الرعاية الصحية تدريبًا على فحص التغذية لتعزيز قدرتهم على تقديم الرعاية الشاملة للمحتاجين. كما وقامت يونيسف بتسليم 20,000 زجاجة مياه للشرب (سعة كل منها 600 مل) لتلبية الحاجة الأساسية لمياه الشرب النظيفة والآمنة في المناطق المتضررة.
دعم خدمات حماية الطفل
علاوة على ذلك، تدعم يونيسف وزارة التضامن الاجتماعي من خلال توفير خدمات حماية الطفل على أساس تحديد الهوية ومساعدة الأطفال المستضعفين، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم. وتقوم يونيسف بذلك من خلال إنشاء مكانين صديقين للأطفال في المستشفيات لتزويد الأطفال بمجموعة أساسية من خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، بما في ذلك الإسعافات الأولية النفسية والاجتماعية، وإحالة الأطفال المحتاجين إلى خدمات حماية الطفل المتخصصة، وتوزيع المساعدات المخصصة مسبقًا. 2,000 مجموعة من مستلزمات النظافة -من خلال التنسيق مع جمعية الهلال الأحمر - ومستلزمات الشتاء.
مزيد من المساعدات الغذائية وحلول لدعم المجتمع الإنساني في مواجهة انقطاع الاتصالات
أدخل برنامج الأغذية العالمي 73 شاحنة تحمل 1,296 طنًا متريًا من الإمدادات الغذائية التي وصلت إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، بما في ذلك الأسماك المعلبة وألواح التمر والطرود الغذائية، والتي وصلت إلى أكثر من 500 ألف شخص في غزة.
ويقوم برنامج الأغذية العالمي بنشر موظفين في العريش لدعم جمعية الهلال الأحمر المصري، لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة عبر حدود رفح وتوسيع الدعم لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الأغذية العالمي يمتلك حوالي 674 طناً مترياً (طرود الطعام وبسكويت التمر والفول والبسكويت) من المواد الغذائية المتوفرة حالياً في مصر.
وأفاد البرنامج الأممي بأنه يجري العمل حاليا على شراء أكثر من 16,000 طن متري من الطرود الغذائية والأغذية المعلبة من المنطقة لدعم الاستجابة في غزة.
هذا بينما أعلنت مجموعة الاتصالات في حالات الطوارئ التي يقودها برنامج الأغذية العالمي استعدادها لإنشاء أنظمة اتصالات في غزة حتى يتمكن المجتمع الإنساني من العمل بفعالية على الرغم من انقطاع الاتصالات المتكرر. وقد حصلت على معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، مع التركيز على حلول الطاقة البديلة التي تعمل بشكل مستقل عن المشغلين المحليين.
مواد إغاثية تشتد الحاجة إليها مع دخول الشتاء
نجحت المنظمة الدولية للهجرة في تسليم مساعدات إنسانية متنوعة، تضم مواد تشتد إليها الحاجة، خاصة مع دخول الشتاء، وقد تم تسليم المساعدات إلى جمعية الهلال الأحمر المصري، حيث جرى نقلها بعد ذلك إلى غزة عبر رفح.
وتشمل قائمة تلك المساعدات التي وصلت بالفعل إلى أهل غزة:
- 400 ملاية وغطاء
- 200 مرتبة
- أكثر من 1000 حقيبة نظافة
- أكثر من 4000 من المستهلكات الطبية
- أكثر من 1900 من المستلزمات الدوائية
- 3000 قطعة من القماش المشمع.
هذا فيما تستعد المنظمة الدولية للهجرة حاليا لإدخال مزيد من المساعدات متى تم السماح بالدخول، وتشمل تلك المساعدات 30000 صندوق مياه، و600 مجموعة أدوات نظافة وأكثر من 20000 مستلزمات ايواء (حاليًا على الحدود)، وأكثر من 4000 جهاز تنقية مياه (حالياً على الحدود)، فضلا عن 500 خيمة عائلية.
أما مفوضية اللاجئين فتبرعت بــ 150,5 طن من الملابس الشتوية ومياه الشرب لتلبية بعض من الاحتياجات الإنسانية في غزة من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري وقد وصلت المساعدات إلى داخل القطاع من خلال معبر رفح.
وتعمل المفوضية عن كثب مع الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة في مصر لإيصال المزيد من المساعدات قريبا.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يدعم الهلال الأحمر المصري لتعزيز قدراته للاستجابة للحرب في غزة
تحديث - برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعلن عن دعم قدرات الهلال الأحمر المصري (21 ديسمبر 2023)
أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر اليوم عن دعم للهلال الأحمر المصري لتعزيز قدراته في الاستجابة للحرب المستمرة في غزة، والتي تشمل دعمًا ماليًا بحوالي 5 ملايين جنيه مصري لتلبية احتياجات الهلال الأحمر المصري الملحة الناجمة عن الحرب.
يتم توجيه الدعم الذي يقدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر للهلال الأحمر المصري بشكل استراتيجي نحو العديد من المجالات الرئيسية، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية للهلال الأحمر المصري وفعاليته الشاملة في تقديم المساعدات الإنسانية. ويشمل ذلك تعزيز قدرات التوظيف في الهلال الأحمر المصري، وإنشاء نقاط الخدمة الإنسانية الحيوية التي تعمل كمراكز لتوزيع الموارد الأساسية والدعم والمساعدة للسكان المتضررين وبناء قدرات متطوعي الهلال الأحمر المصري في الاستجابة لحالات الطوارئ. ويلعب الهلال الأحمر المصري دورًا حاسمًا في دعم الوصول إلى غزة عبر نقطة العبور الوحيدة لمرور المساعدات والإمدادات التجارية من الحدود المصرية.