مساحة تواصل وتمكين.. رسالة سماء للفتيات والأهل ولمجتمعها
١١ أبريل ٢٠٢٢
" لماذا لا نقترب من بناتنا ونتحدث معهن ونناقشهن؟ لماذا لا أستطيع أن أفعل شيئًا لأنني فتاة؟ أتمنى أن يعطي كل الآباء فرصة لبناتهم حتى يجدن أنفسهن وينمين مواهبهن."
"أتمنى أن يعطي الآباء فرصة لبناتهم حتي يجدن أنفسهن وينمين مواهبهن، أتمنى أن يكون كل الأمهات والأباء مثل أمي وأبي". أمنية سماء مرغني، 13 عام، والتي عبرت عنها بصوتها في فيلمها الذي قامت بإخرجه.
في الصف الأول، تجلس أسرة سماء، والدتها حنان، ووالدها مرغني، وأخواتها يمنى 23 سنة، ومنار 19 سنة، وياسمين تسع سنوات، لمشاهدة فيلم سماء الذي يعرض لأول مرة أمام الجمهور في إحدى الجمعيات الأهلية بأسوان حيث تعيش سماء مع أسرتها.
هل تفهمني؟
سماء تعشق الفن والتمثيل وتريد أن تمارس مهنة إخراج الأفلام في المستقبل، وهي ترى أن أفلامها سوف تسهم في توصيل رسالة تساعد الفتيات والأطفال أن يعيشوا حياةً أفضل، وتعبر سماء عن ذلك قائلة "إن الكثير من الناس لا يعرفون كيفية تربية الأطفال، ومع ذلك، فهم مستمرون في الإنجاب. وأريد أن أكون قادرة على زيادة الوعي بما يحتاجه الأطفال بالفعل."
ويعكس بريق نظرات سماء عزمها وتصميمها وهي تتحدث بحماس عن عدد من القضايا التي تريد أن تساعد في تغييرها داخل مجتمعها، فهي تريد أن تكون للفتيات حرية الاختيار في الحياة والسعي وراء تحقيق أحلامهن. وبينما تحاول سماء التأكيد على أفكارها ووجهات نظرها، تكرر في سياق حديثها السؤال: "هل تفهمني؟" ويظل طموحها أن يتم تمكين جميع الفتيات من التواصل بوضوح وبشكل منفتح مع آبائهن والحصول على دعمهم لتحقيق تطلعاتهن وطموحاتهن.
وتتحدث سماء عن رؤيتها والتغيير الذي تتمناه في دور الأباء قائلة: "أريد أن أسأل سؤالًا، لماذا لا نقترب من بناتنا ونتحدث معهن ونناقشهن؟ لماذا نقول لهن دائما "افعلي هذا ولا تفعلي هذا"؟ لماذا لا أستطيع أن أفعل شيئًا لأنني فتاة؟ يجب على الآباء مساعدة بناتهم بدون تمييز بينهن وبين الأولاد. أتمنى أن يعطي كل الآباء فرصة لبناتهم حتى يجدن أنفسهن وينمين مواهبهن."
وبتشجيع من والدتها حنان وشقيقتها الكبرى يمنى، شاركت سماء بنشاط وفاعلية مع زملائها في أنشطة "دوّي" ومنها دوائر سرد الحكايات والحوار بين الأجيال، والتدريب على التعلم الرقمي للتحدث بوضوح وحرية عن القضايا التي تهمهم.
دموع الفرح
وتتذكر حنان، والدة سماء، وهي تعمل مدرسة، أن بعض أقاربها قالوا لها ألا تتوقع حصولها على تهنئة بمولودتها الجديدة، مادام المولود بنت! ولكن هذه اللحظة الحزينة جعلت حنان أكثر تصميمًا على ضمان أن تنال بناتها أفضل بداية لحياتهن وأن تتم تنشأتهن في حضن أسرة حانية وراعية تدعم فرصهن وتعززها. ولم تكن رحلة حنان سهلة أبدًا، فقد قوبلت بالكثير من الانتقادات من أفراد الأسرة الممتدة لسماحها لابنتها الكبرى يمنى بالسفر إلى مدينة أخرى للحصول على شهادتها في الإعلام، وهو التخصص الذي اختارته يمنى وشغفت بدراسته.
إضافة إلى ذلك، كان على حنان أيضًا إقناع والد يمنى بقبول أن تمارس ابنتهما هوايتها في عرض الأزياء.
وتقول حنان إنها حقًا فخورة ببناتها الأربع، يمنى الإعلامية، ومنار التي تدرس الهندسة، وسماء مخرجة الأفلام الشابة، وياسمين القيادية الصغيرة.
وعندما طُلب منها التعليق على فيلم سماء، قالت حنان ودموع الفرح تملأ عيناها: "أنا سعيدة جدًا لسماء وأخواتها. أشعر أن كل ما عملت بجد من أجله يؤتي ثماره، فبناتي يعملن على تحقيق ما اختاروه ويواصلن طريقهن بإصرار وثقة."