يجب عدم إغفال النساء والفتيات والعاملين الصحيين في إطار الاستجابة العالمية لتفشي كوفيد-19
٢٦ مارس ٢٠٢٠
بيان المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان د. ناتاليا كاني
نيويورك - مع مرور كل يوم، تصبح العواقب المترتبة عن تفشي فيروس كوفيد-19 أكثر وضوحا وتنذر بمزيد من الخطر.
يعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجابية، عن تضامنه مع جميع أولئك الذين يستجيبون للفيروس الجديد: من أفراد الطاقم الطبي والمتطوعين الذين يقدمون الرعاية بشجاعة إلى المرضى، إلى سائقي الحافلات وعمال الرعاية الذين يقفون في الخطوط الأولى في جهود الاستجابة. ونحن إذ نشعر بالحزن العميق على العدد المتزايد من أولئك الذين فقدوا أحباءهم في أكبر أزمة صحية عالمية منذ قرن.
يشكل فيروس كوفيد-19 اختبارا للمجتمع الدولي. ومع ذلك، فإن عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومات والشركاء ووكالات الأمم المتحدة والمانحين مستمر ويتزايد. لدينا خطط لاستمرارية العمل على جميع المستويات، كما أن التزامنا بخدمة أكثر الفئات ضعفا التي يصعب الوصول إليها هو أقوى من أي وقت مضى.
وكما هو الحال في معظم الأزمات، أدى هذا الوباء إلى عرقلة الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية المنقذة للحياة، وأعاق قدرة السلطات على الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، في وقت تحتاج فيه النساء والفتيات إلى هذه الخدمات بشدة. ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومات والشركاء لتحديد أولويات الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات، بما يتماشى مع أهدافنا لإنهاء الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة وإنهاء وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة بحلول عام 2030.
لقد ناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان الجهات المانحة لتمويل استجابتنا لتفشي وباء كوفيد-19 التي تستهدف البلدان ذات أنظمة الصحة العامة والدعم الاجتماعي الضعيفة، بما في ذلك البلدان التي تعاني من أوضاع هشة وأوضاع إنسانية، ونتوقع أن نحتاج 187.5 مليون دولار أمريكي بشكل مبدئي. وستركز جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان على تعزيز النظم الصحية، وشراء وتوصيل الإمدادات الأساسية لحماية العاملين الصحيين، وضمان الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز الإبلاغ عن المخاطر وإشراك المجتمع.
لقد حان الوقت للتضامن والعزيمة والإيثار. يجب ألا ننسى أن هناك أشخاصا قد لا نراهم على الفور، وهم في خطر كبير نتيجة عواقب الأزمة: النساء الحوامل، اللواتي يحتاجن إلى رعاية ما قبل الولادة، لكنهن غير متأكدات مما إذا كان آمن الذهاب إلى العيادة. والخوف على سلامة النساء المحاصرات في المنزل بينما يعانين من الارتباط بعلاقات مسيئة وعلى مستقبلهن المنظور. عشرات الملايين من الأشخاص في مخيمات اللاجئين، الذين يقومون بعد الأيام حتى يصل إليهم فيروس كوفيد-19، والذين لا يعد خيار التباعد الاجتماعي واردا بالنسبة لهم. كبار السن، الذين يعاني الكثير منهم بالفعل من العزلة ويتوقون للتفاعل الاجتماعي، وهم عرضة بشكل خاص للإصابة بمرض خطير بسبب الفيروس.
ويقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم المادي للنظم الصحية المتضررة وحماية العاملين الصحيين والقابلات، ففي الصين وإيران والفلبين، على سبيل المثال، قمنا بتوزيع مستلزمات النظافة الأساسية وغيرها من لوازم الحماية الشخصية للفئات الأكثر ضعفا وللعاملين الصحيين. وفي مولدوفا، أطلقنا لوحة معلومات على الإنترنت للنظام الصحي تُظهر حجم العمل الحالي، مصنفة حسب الموقع والجنس والعمر وحالة الحمل.
لكننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لضمان تلبية احتياجات النساء والفتيات الأكثر احتياجا وخصوصية في الوقت الذي نكافح فيه كوفيد-19 خلال الأشهر الصعبة القادمة. وقد حدد صندوق الأمم المتحدة للسكان ما يتعين علينا القيام به في عدد من وثائق التوجيه المنشورة مؤخرا على موقعه بشأن هذه المواضيع.
يتطلب هذا الوباء العالمي استجابة عالمية. ونحن إذ نحث المجتمع الدولي على مساعدة جميع المتضررين من الأزمة: حيث حُرِمَ المصابون بـ COVID-19 والأشخاص المحاصرون من الخدمات التي هم بأمس الحاجة إليها. يرجى الانضمام إلينا في الدفاع عن كرامة وصحة النساء والفتيات عندما يكن في أمس الحاجة إلينا.