في اليوم الدولي للمرأة: الأمم المتحدة والمجلس القومي للمرأة بمصر يدعمان مبادرتي (دوي ونوره) لمواجهة تغير المناخ
"لا يمكن، ونحن نتطلع إلى المستقبل، أن نحقق انتعاشا مستداما يعود بالنفع على الجميع بالتساوي إلا إذا كان انتعاشا لصالح المرأة"، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة.
يرتبط احتفال اليوم الدولي للمرأة هذا العام شعار "كسر التحيز" في إشارة إلى الأهمية البالغة لحصول المرأة على حقها في المساواة بجميع المجالات.
ويرتبط احتفال اليوم الدولي للمرأة، والذي يوافق الثامن من مارس/آذار من كل عام، بذكرى حراك عمالي ومسيرة احتجاجية خرجت فيها 15 ألف امرأة في عام 1908 إلى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
ويركز الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام على تعزيز فكرة أن يكون العالم خاليا من التحيّز والصور النمطية والتمييز، عالما متنوعا ومنصفا وشاملا، عالما يتم فيه تقدير الاختلاف والاحتفاء به.
كما يدعو الاحتفال إلى مساواة المرأة بالرجل ويجعل ذلك واجباً فردياً كما هو واجب جماعي، لكسر التحيّز في مجتمعاتنا وأماكن عملنا، وفي مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا وفي كل مكان حولنا.
ونرصد في التقرير التالي لمراسل الأمم المتحدة في مصر خالد عبد الوهاب الاحتفال باليوم الدولي للمرأة من خلال الشراكة بين منظمات الأمم المتحدة:
يأتي الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام تحت شعار المساواة المبنية على النوع الاجتماعي من أجل غدٍ مستدام في ظل أزمة المناخ والحد من أخطار الكوارث التي تعد من أكبر التحديات العالمية التي نواجهها في القرن الحادي والعشرين، كما تقول المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر السيدة إلينا بانوفا:
"تقام احتفالية هذا العام تحت شعار المساواة بين الجنسين من أجل غدٍ مستدام وهذا الموضوع أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، وهناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الأثر الضار لتغير المناخ على النساء والفتيات اللاتي يتمتعن بمكانة فريدة، للمساعدة في طرح آفاق وحلول جديدة لهذه الأزمة العالمية. كما أنه سيساعد على تحرير موارد أكبر وإطلاق مبادرات مستدامة في التكيف والتخفيف والاستجابة. كما أن الموضوع أكثر صلة بمصر، نظرا لانعقاد قمة المناخ 27 في شرم الشيخ، وهي فرصة لا تفوت لمصر للدفاع عن إجراءات مناخية مراعية للاعتبارات القائمة على النوع الاجتماعي. وتفخر أسرة الأمم المتحدة بمصر بالشراكة الطويلة مع الحكومة المصرية خاصة مع المجلس القومي للمرأة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات وعلى مصر أن تفخر بالخطوات الكبيرة لضمان مساهمة المرأة بشكل كامل في التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي في البلاد. ونتطلع لمواصلة تعاوننا حتى نجعل المساواة بين الجنسين حقيقة ملموسة لجميع النساء والفتيات المصريات ومن أجل الإنسانية جميعا. إلى جميع النساء والفتيات في مصر أتمنى لكن يوما عالميا سعيدا للمرأة".
وتشير الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، لمبادرتين لتمكين الفتاة المصرية، المبادرة الأولى "دوّي" من الصوت المدوي والمسموع لتشجيع فتياتِنا على الحكي والتعبير عن آرائهن، والمبادرة الثانية هي "نورة" التي تتفتح للفتاة المصرية آفاقا لاستكمال تعليمها وصقل مهاراتها حتى تجد أبواب سوق العمل مفتوحة أمامها، وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" وعدد من الوزارات، ومضت الدكتورة مايا مرسي قائلة:
"مبادرة (دوي) تستهدف أن تجعل صوت المرأة مسموعا للتعرف على مشاكلها والتحديات التي تواجهها، ومن ثم نستطيع مساعدتها بتقديم الرعاية أو التدريب، وتمكين اقتصادي ونفسي واجتماعي وصحي. فمبادرة (دوي) هي مقدمة لمبادرة التمكين المعروفة باسم (نورة) وتستمر لمدة أربعين أسبوعا، تتضمن التدريب على مهارات متنوعة اجتماعية وصحية ومالية ورقمية وتكنولوجية. وكل ذلك يأتي في إطار مشروع تنمية الأسرة الذي يركز على محاور التوعية والتثقيف والتعليم للمرأة والفتاة".
ونوهت الدكتورة صابرين عبد الجليل، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الأقصر، للتمكين الاقتصادي للمرأة والفتاة لمواجهة التحديات، ومنها ظاهرة تغير المناخ، وذلك باستهداف أكثر من عشرة آلاف سيدة وفتاة للتدريب على مشروعات ريادة الأعمال. وعبرت الدكتورة صابرين عبد الجليل عن سعادتها بما تحقق للمرأة في العام الماضي:
"نحن نحتفل كل يوم في مصر بالوقت الذهبي للمرأة، حيث كللت الجهود مؤخرا بتقلد القاضيات منصة القضاء في مجلس الدولة. ونحن في الأقصر نعقد ندوات توعوية ودورات تدريبية وورش عمل في إطار مبادرة رئيس الجمهورية لتنمية الأسرة المصرية لمواجهة بعض التحديات ومنها تغير المناخ. ونحن في محافظة الأقصر نواجه ذلك بتدريب أكثر من عشرة آلاف سيدة على فكر ريادة الأعمال والتثقيف المالي لتمكينها اقتصاديا بالإضافة لعقد جلسات الدوار التي تناقش كافة قضايا المرأة والفتاة".
وعلى طريقته احتفل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بيوم المرأة الدولي، وأشارت مديرة المهرجان الفنانة عزة الحسيني لدعم المهرجان لمجموعة من المخرجات والفنانات الشابات، كما كرَّم المهرجان عددا منهن:
"مهرجان الأقصر للسينما الافريقية يحتفل بيوم المرأة ونقدم التحية للمرأة الإبنة والأم والجدة والأخت في أي مجال وليس في الفن فقط. ونحن بدورنا ندعم المخرجات الشابات من خلال مشروع (فاكتوري) الذي يوفر ويتيح عرضا لأفلام للمخرجات، خاصة من لهن تجارب تمس قضايا المرأة. كما يكرم المهرجات عددا من السينمائيات من مصر والدول العربية والأفريقية اللاتي لعبن دورا مهما، أمثال الفنانات درة أبوشوشة وماريان خوري وناهد فريد شوقي وسلوى محمد علي وبسمة وجيهان الطاهري".
وشدد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة على ضرورة الاستمرار في دراسة الفرص والعوائق لتمكين النساء والفتيات من إيصال أصواتهن ومشاركتهن في صنع القرارات الخاصة بجميع المسائل المتعلقة بالتغير المناخي وهنا نشير إلى تجربة أسماء جمعة بمشروع الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة بمحافظة أسوان:
"أنا أعمل في مشروع الطاقة الشمسة بقريتيْ فارس وبنبان بأسوان، واستهدف من عملي تنمية المجتمع المحيط بمشروع الطاقة الشمسية. ونركز خاصة على النساء بتوفير مشروعات تساعدهن على ظروف الحياة. وعن تجربتي في مشروع الطاقة الشمسية، فقد تقدمت للعمل من خلال مسابقة شارك فيها العديد من أبناء محافظة أسوان، ولما تم اختياري للعمل بدأت مرحلة جديدة لتنمية قدراتي وصقل مهاراتي وأنا سعيدة بما أقدمه للمجتمع المحيط".
في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام تجدر الإشارة إلى أن النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، فهن يشكلن غالبية فقراء العالم وهن أكثر اعتمادا على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ، ورغم هذا فالنساء والفتيات هن قائدات فاعلات وصانعات تغيير في كل ما يتعلق بالتخفيف من حدة التغير المناخي، ولا شك أن مشاركتهن وقيادتهن دائما ما تثمر عن عمل مناخي أكثر فعالية.