مساعدة الأمين العام لدعم بناء السلام: تغير المناخ أصبح عامل ضغط ومحركا إضافيا للصراعات في أفريقيا
27 June 2022
إليزابيث سبيهار تحدثت إلى مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة على هامش "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين".
التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على التنمية والسلام والأمن والاستقرار في أفريقيا، كانت في بؤرة الضوء خلال "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين" في دورته الثالثة، خاصة مع اقتراب الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مصر في نوفمبر من هذا العام، والذي يُنظر إليه على نحو متزايد بوصفه قمة المناخ الأفريقية.
في مقابلة خاصة مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة، على هامش منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين (21 – 22 يونيو/حزيران)، سلطت السيدة إليزابيث سبيهار، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لدعم بناء السلام في إدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، الضوء على أهمية النقاشات التي شهدها المنتدى بشأن قابلية التأثر بتغير المناخ وما وصفته بـ "انعدام الأمن المناخي" في أفريقيا، وانعكاس كل ذلك على السلام والتنمية في القارة. كما قدمت المسؤولة الأممية لمحة عن جهود مكتبها لدعم البلدان والمناطق في أفريقيا في هذا الشأن.
نقاشات مهمة في ضوء اقتراب COP27
وقالت السيدة إسبيهار: "ونحن نقترب من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته السابعة والعشرين والذي تستضيفه مصر في الشهور القليلة المقبلة ومن المفيد جدا الاستماع إلى المناقشات المتنوعة بشأن قابلية التأثر بتغير المناخ في أفريقيا وكيف يُمكن ترجمة ذلك عمليا فيما يتعلق بما تريد القارة تحقيقه، وهو الهدف المتمثل في قارة سلمية، مرنة ومستدامة."
وأضافت: "أشارك في منتدى أسوان كمتحدثة وكذلك كواحدة من الجمهور وأتعلم الكثير عن التحديات القائمة في أفريقيا بالنسبة إلى السلم والأمن والتنمية وتجري مناقشات جيدة للغاية هنا حول ما ينبغي عمله من أجل المساهمة في الوصول إلى مستقبل أفضل."
لماذا منتدى أسوان مهم بالنسبة إلى إدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام؟
يساعد مكتب دعم بناء السلام، الذي أنشئ في عام 2005، على الحفاظ على السلام عن طريق تعزيز الدعم الدولي لجهود بناء السلام التي يؤخذ بزمامها وتتم قيادتها على الصعيد الوطني. وتقول السيدة سبيهار إن المكتب يعمل على نحو متزايد على العلاقة التي تربط بين الأمن المناخي والسلام. وحول أهمية ذلك الموضوع، توضح قائلة، "نحن نرى أنه في السياقات الضعيفة في البلدان المتأثرة بالصراع، تكون تلك البلدان ضمن الأقل استعدادا للتعامل مع الآثار العديدة والمتفاوتة لتغير المناخ. كما أننا نرى أن تغير المناخ يصبح على نحو متزايد في أفريقيا وفي غيرها من الأماكن عامل ضغط إضافي ومحركا للصراعات. ولهذا، مرة أخرى، نحن مهتمون بدراسة ما الذي يُمكن لنا عمله لدعم البلدان للتعامل مع هذا العامل الإضافي للتوترات والذي يتسبب فيه انعدام الأمن المناخي في كثير من الأحيان.
تدخلات مكتب الأمم المتحدة لدعم بناء السلام في أفريقيا في هذا الشأن
يعمل مكتب الأمم المتحدة لدعم بناء السلام على عدد من المبادرات لدعم البلدان الأفريقية في التعامل مع آثار تغير المناخ وحالة انعدام الأمن المناخي، كما تصفها السيدة سبيهار.
وقالت: "لدينا مبادرة للدعم نقوم بتنفيذها في المناطق الحدودية لدولة تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركاء من الأمم المتحدة والشركاء المحليين. تعمل هذه المبادرة على التصدي للزيادة في الصراعات بين المزارعين والرعاة.
وفي ظل آثار تغير المناخ، تلفت مساعدة الأمين العام إلى أن مكتبها يرصد بالفعل مزيدا من الضغوط على الموارد المتوفرة في المنطقة، وضغطا حقيقيا على الأراضي والموارد المائية وسباقا وصراعا على استخدام تلك الأراضي والموارد المائية.
"ما تفعله هذه المبادرة هي أنها ساعدت السكان المحليين على تأسيس وحدة لرصد حركة الرعي والرعاة، كما عملت على تأسيس منصات للحوار بحيث يمكن إجراء حوار يسهم في إيجاد حلول سلمية للقضايا ذات الصلة بالصراعات بين المزارعين والرعاة في المنطقة. كذلك تسعى تلك المبادرة إلى بناء القدرات بحيث يتم تسليط مزيد من الاهتمام لتلك المسألة،" تقول السيدة سبيهار.
وتضيف: "لدينا كذلك مبادرة في الصومال، تركز على مناطق معينة من البلاد، ونعمل من خلالها مع الشباب والشابات على استراتيجيات لإدارة الموارد الطبيعية من أجل صالح مجتمعاتهم وهو ما من شأنه أن يتيح لتلك المجتمعات التوافق سلميا على إدارة الموارد الطبيعية وتقاسم الموارد والحد من التوترات والصراعات المحتملة."
وتكتسب نسخة منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين لهذا العام أهمية خاصة كونها خطوة مهمة على الطريق نحو مؤتمر الدول الأطراف في شرم الشيخ نهاية العام الجاري. وتحت عنوان "أفريقيا في عصر المخاطر المتتالية وقابلية تأثر المناخ: مسارات لقارة سلمية ومرنة ومستدامة"، سلطت النقاشات التي شارك فيها قادة سياسيون وممثلون للمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع الأكاديمي والشباب والمرأة، على التحديات المختلفة التي تواجه القارة وسبل مواجهتها. وشارك مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة في فعاليات المنتدى، في إطار كونه شريكا للمعرفة لمنتدى أسوان.