في منتدى أسوان.. الشباب من أنحاء أفريقيا يرفعون صوتهم من أجل مستقبل سلمي ومرن مناخيا
30 June 2022
ثمة حاجة إلى نُهج متكاملة وبرامج مشتركة بين الأجيال تضمن المشاركة الفعالة للشباب في مواجهة التحديات العالمية.
تمكين أصوات الشباب من أنحاء أفريقيا، وتسليط الضوء على مبادراتهم وحلولهم الهادفة إلى خلق مستقبل مرن مناخيا وآمن والبناء عليها، كان محور جلسة نقاشية في إطار فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، والذي عُقد في مدينة القاهرة في الفترة من 21- 22 يونيو/حزيران، بمشاركة واسعة شملت قادة للحكومات والمنظمات الدولية الإقليمية والمجتمع الأكاديمي والمجتمع المدني والشباب والنساء، تحت عنوان "أفريقيا في عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية وقادرة على الصمود ومستدامة".
العمل كالمعتاد لم يعد كافيا
وفي رسالة مُسجلة بالفيديو إلى الجلسة، قالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب جاياثما ويكراماناياكي، إن "تهيئة مستقبل مرنا مناخيا وبناء مجتمعات آمنة هما وجهان لعملة واحدة. ولهذا فإن مواصلة العمل كالمعتاد لم يعد كافيا." وأضافت: "يجب أن نتبنى نُهجا متكاملة وبرامج مشتركة بين الأجيال. نعلم أن لدى أفريقيا أكبر عدد من الشباب في العالم، وهم يشكلون جزءا كبيرا من تاريخ القارة وتنوعها."
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب إن "العمل الذي يضطلع به الشباب والجهود التي يتم تنفيذها بالتعاون مع الشباب في أنحاء أفريقيا مهم للغاية لرفع سقف الطموح لدى الأمم المتحدة والحكومات حول العالم عند الاستجابة إلى الأزمات العالمية."
إشراك الشباب وبناء القدرات على رأس الأولويات
تطرق المشاركون في الجلسة التي أدارتها مريم علام، مستشارة الرئاسة المصرية للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الامم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 27، وبحضور ممُثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، فريدريكا ماير، تطرقوا إلى التحديات العديدة والأزمات متعددة الأبعاد التي تواجهها القارة، من جائحة كوفيد-19 إلى أزمة المناخ والصراعات المسلحة طويلة الأمد، والتي يتطلب مواجهتها نهجا جماعيا يضمن إشراك الشباب والاستعانة بابتكاراتهم وحلولهم، على نحو ما ورد بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول خطتنا المشتركة.
أحد المشاركين في الجلسة هو الشاب الغاني ديزموند ألوجنوا، وهو من أنصار العمل المناخي في أفريقيا، وقال لمركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة إن من الأهمية بمكان تعميم أصوات الشباب من خلال أجندات فعاليات كبرى كمنتدى أسوان. وأوضح: "الشباب هم حجر الأساس إذا كنت تريد مكافحة الجريمة في أفريقيا، وتعزيز أولوياتنا فيما يتعلق بالتكيف مع آثار تغير المناخ. هذه فرصة مهمة لنا، نحن الشباب، خاصة وأن مصر ستستضيف الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لرسم استراتيجية لإدماج الشباب وحتى الأطفال."
الخيط ذاته التقطه رامي يعقوب، من مصر، والذي سلط الضوء على الحاجة إلى بناء القدرات للشباب ليكونوا قادرين على المشاركة في عمليات صنع القرار. وقال: "يجب أن نبدأ العمل الآن. أحث الحكومات والمنظمات على زيادة مبادرات بناء القدرات. كما ينبغي أن يكون للشباب دور في عمليات المراقبة والتقييم."
الأمر ذاته أكدت عليه السيدة فريدريكا ماير، الممثلة القُطرية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، والتي تحدثت لمركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة، عن أهمية أن يكون الشباب ممثلون في أي حوار معني بالسياسات والتغييرات التحويلية في مجتمعاتهم.
وقالت: "فقط من خلال إشراك الشباب في التغييرات الجارية في مجتمعاتهم، يُمكننا أن نضمن تمكينهم لإحداث التغيير الذي نريده. للشباب دور حاسم في تحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة، لأنها تعني مستقبلهم. لذلك يجب أن نسعى لإفساح المجال لهم."
الطريق قدما نحو مؤتمر شباب المناخ وقمة المناخ في شرم الشيخ
وتكتسب نسخة منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين لهذا العام أهمية خاصة كونها خطوة مهمة على الطريق نحو مؤتمر الدول الأطراف في شرم الشيخ نهاية العام الجاري.
وقال السفير أحمد عبد اللطيف، المدير العام لمركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ النزاعات، والذي يضطلع بمهام الأمانة لمنتدى أسوا للسلام والتنمية المستدامين، إنه ستتم الاستعانة بحصيلة النقاشات التي تضمنتها الجلسة ليسترشد بها مؤتمر الشباب المعني بالعمل المناخي، والذي تنظمه اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، وهو أهم اجتماع دولي للشباب حول عمليات الأمم المتحدة متعددة الأطراف المعنية بتغير المناخ، والذي سوف يعقد على هامش مؤتمر الدول الأطراف COP27 في شرم الشيخ.
وقال: "لدينا الفرصة هنا لنصنع الفارق وأن نبعث برسالة م حول الكيفية التي يُمكن للشباب أن يساهم من خلالها في تعزيز السلم والأمن بينما نتصدى لتغير المناخ والذي يؤثر على كافة جهودنا في جميع المجالات الأخرى."