مصر.. إحياء اليوم الدولي للطفلة بالجري مع "نورة" و"دوي" لدعم تمكين الفتيات ورفع الوعي حول تغير المناخ
19 October 2022
لأن فتيات اليوم سيتحملن العبء الأكبر لتغير المناخ غدا، سعت الاحتفالية إلى تسليط الضوء على أهمية تمكين الفتيات ورفع الوعي حول أهمية العمل المناخي.
بهدف تعزيز حقوق الفتيات في مواجهة الكثير من الأزمات والتحديات التي تفاقمت بفعل جائحة كوفيد-19 والصراعات والأزمات الإنسانية والآثار المدمرة لتغير المناخ، أحيت الأمم المتحدة والحكومة المصرية اليوم الدولي للطفلة من خلال فعالية استضافها المتحف القومي للحضارة المصرية، تحت رعاية المجلس القومي للمرأة ووزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع سفارة الأرجنتين في مصر ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وبنك الإسكندرية وكايرو رنرز.
بدأت الفعاليات بخوض نحو 850 فتاة إلى جانب مشاركين ومشاركات من مختلف الأعمار مسابقة للجري The Girls Mile بهدف تسليط الضوء على حقوق الفتيات وتمكينهن، ورفع الوعي حول أهمية العمل المناخي بمشاركة أعضاء أسرة الأمم المتحدة في مصر.
وكانت الاحتفالية التي أقيمت صباح يوم السبت، 15 أكتوبر -قبل أيام قليلة من انطلاق الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 في شرم الشيخ – مناسبة لتسليط الضوء على المبادرات الوطنية التي أطلقتها الحكومة المصرية بالتعاون مع الأمم المتحدة في مصر، والتي تسعى إلى تمكين الفتيات وبناء مهاراتهن وقدراتهن التعليمية والاجتماعية والاقتصادية، مثل مبادرتي "دوّي" و"نورة".
الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، تحدثت إلى مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة، على هامش الاحتفالية، قائلة: "اليوم نجري من أجل الاحتفال باليوم الدولي للطفلة، والذي يتزامن مع إطلاق مصر لقمة المناخ. الهدف من اليوم هو توعية الفتيات بشأن أهمية قضية المناخ في إطار البرامج المخصصة لهن. يرتبط البرنامجان (دوّي) و(نورة) ارتباطا كبيرا ببرنامجي تنمية الأسرة المصرية وحياة كريمة."
وأضافت أن قضية تغير المناخ هي قضية مهمة بالنسبة إلى مستقبل الفتيات، ومؤتمر الأطراف COP27 معني بتنفيذ الالتزامات الدولية من أجل حماية حقوق الأجيال القادمة.
تعني "دوّي" الصوت العالي المصحوب بتأثير، وهي مبادرة وطنية يجري تنفيذها في مصر بهدف إشراك النشء من الفتيات والأولاد في الأنشطة التي من شانها مساعدتهم على تحقيق كامل إمكاناتهم، مع تعزيز مشاركة أسرهم ومجتمعاتهم، ومن ثم تغيير الطريقة التي ينظر بها المجتمع للفتيات.
أما مبادرة "نورة" التي أطلقتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة وصندوق الأمم المتحدة للسكان مبادرة "نورة"، في أكتوبر من العام الماضي بالشراكة مع سفارة هولندا ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، فتهدف إلى تمكين الفتيات المراهقات لتغيير تحولي في مصر.
وتُعد "نورة"، رمزا لجميع الفتيات المراهقات في مصر ولإطار تنمية قدرات الفتيات، ويسعى أطراف المبادرة إلى أن تصبح قريبًا رمزًا للاستثمار في الفتيات في مصر من خلال الشركاء وصانعي الأفلام والداعمين.
السيدة فريدريكا ماير، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، والقائمة بأعمال المُنسق المُقيم للأمم المتحدة في مصر، تحدثت إلى مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة على هامش مشاركتها في الاحتفالية، قائلة: "اليوم أخوض مسابقة الجري لمسافة ميل من أجل الفتيات، من أجل ’نورة‘ و’دوّي‘. تُعنى المبادرتان بالاستثمار في الفتيات، لأن الفتيات سيتحملن العبء الأكبر لتغير المناخ في المستقبل، ولهذا علينا اليوم أن نرفع الوعي لديهن حول تغير المناخ وكيف يمكنهن المساهمة في التصدي له."
وتحتضن مصر، بحسب اليونيسف، ما يقرب من عشرين مليون فتاة دون سن العشرين، تبحث كل واحدة منهن عن فرصة لتحقيق طموحاتها وبلوغ كامل إمكاناتها وقدراتها.
السيد جيريمي هوبكنز، مُمثل يونيسف في مصر، حرص على التأكيد على هذا المعنى، بقوله: "كم هو رائع أن ترى الحيوية والشعور بالتمكين لدى الفتيات أثناء مشاركتهن وخوضهن مسابقة الجري. وأعتقد أن هذا يُعد بمثابة مؤشر على الإمكانية التي تتمتع بها أولئك الفتيات ليكبرن ويصبحن قائدات لمصر."
وأشار السيد هوبكنز إلى العلاقة بين تغير المناخ وجهود تمكين الفتيات، في ضوء استضافة مصر لقمة المناخ. وأوضح أنه في كثير من دول العالم، تُشكل النساء نصف السكان تقريبا، "وإذا لم يكنّ جزءا من النقاشات التي تجري في كل بلد من بلدان العالم حول كيفية التكيف مع تغير المناخ وتخفيف آثاره والتحديات ذات الصلة فلن يُكتب لتلك الجهود النجاح." وأضاف: "الاحتفال اليوم الدولي للطفلة هنا اليوم هو بمثابة تذكير قبيل COP27 بأن الفتيات يجب أن يكنّ جزءا من النقاشات خلال المؤتمر وما بعده."
الخيط ذاته التقطه السفير إدواردو أنطونيو، سفير الأرجنتين لدى مصر، والذي اعتبر أن الاحتفالية تعبير عن الالتزام المشترك بين الأرجنتين ومصر إزاء دعم تمكين الفتيات. "سعيد للغاية لمشاركتنا في احتفالية اليوم التي تُسهم في خلق حالة من الوعي حول الحاجة إلى تمكين الفتيات وللتأكيد على أهمية وضع الفتيات في الحسبان عن التصدي لقضايا كتغير المناخ."
وفي أعقاب انتهاء مسابقة الجري، تفاعل المشاركون مع عرض موسيقي قدمته فرقة "طبلة الست"، إضافة إلى بازار "غالية"، الذي ضم أعمالا فنية ومنتجات صنعتها أيادي نساء مصريات اعتمادا على مواد أعيد تدويرها، وذلك في إطار مبادرة "غالية" التي يدعمها المجلس القومي للمرأة، بالتعاون مع بنك الإسكندرية.
وقالت السيدة ليلى حسني، رئيسة مكتب المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة ببنك الإسكندرية، إن مبادرة "غالية" تسعى إلى مناهضة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله، سواء من ناحية العنف الجسدي أو في مجال التغذية، إضافة إلى مختلف الأشكال الأخرى للعنف ضد المرأة.
ويهدف اليوم الدولي للطفلة إلى تركيز الاهتمام على الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات وتعزيز تمكين الفتيات وإحقاق حقوق الإنسان المكفولة لهن. ويسلط اليوم الضوء على أهمية الاستثمار في تمكين الفتيات والمراهقات، إذ أن من شأن ذلك أن يقود إلى مستقبل أكثر عدلا وازدهارا، حيث أن نصف البشرية هي شريكة على قدم المساواة في حل مشاكل تغير المناخ والصراع السياسي والنمو الاقتصادي والوقاية من الأمراض والاستدامة العالمية.