"كفوا عن المسرحيات": رئيس اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ يطلب من مفاوضي كوب -29 التركيز على الحلول
20 November 2024
مع دخول محادثات مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين للمناخ (كوب - 29) في باكو أسبوعها الأخير، طلب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ من المفاوضين "الكف عن المسرحيات" والبدء في العمل والتوصل إلى اتفاق تمويل جديد لتعويض البلدان عن الأضرار الناجمة عن المناخ ودفع تكاليف الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وقال الأمين التتفيذي سيمون ستيل: "لا يمكننا أن نغفل عن الغابة لأننا نتصارع على أشجار فردية"، وحث المندوبين على إنهاء "القضايا الأقل إثارة للجدل" في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع، حتى يكون هناك وقت كاف لاتخاذ القرارات السياسية الرئيسية.
افتتح كوب - 29 في باكو عاصمة أذربيجان يوم الاثنين 11 تشرين الثاني/نوفمبر بهدف رئيسي هو التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة التمويل لمعالجة الآثار المتفاقمة للاحتباس الحراري.
على الرغم من الإنجاز المبكر بشأن المعايير التي ستمهد الطريق لسوق الكربون الذي ستديره الأمم المتحدة، إلا أن المحادثات بشأن تمويل المناخ كانت بطيئة ومثيرة للجدل، حيث كانت الوفود تتشبث بمواقفها بدلا من البحث عن أرضية مشتركة.
وأكد السيد ستيل، وهو رئيس الأمانة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ- التي تعقد المؤتمرات السنوية لأطراف الاتفاقية - أن "اللعب على حافة الهاوية" يحرق وقتا ثمينا ويستنفد النوايا الحسنة اللازمة للتوصل إلى حزمة إجراءات طموحة.
وحذر من رفض مجموعات من الأطراف التحرك في قضية واحدة، حتى يتحرك الآخرون، وقال إن الطريقة الوحيدة لإنجاز المهمة تتمثل في استعداد الأطراف للتقدم إلى الأمام بالتوازي، "مما يجعلنا أقرب إلى أرضية مشتركة".
تأتي مناشدة السيد ستيل بعد أن أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أيضا عن قلقه بشأن حالة المفاوضات في مؤتمر المناخ، مشددا على ضرورة اتفاق البلدان على هدف طموح لتمويل المناخ يلبي حجم التحدي الذي تواجهه البلدان النامية.
وفي حديثه للصحفيين في ريو يوم الأحد قبل قمة مجموعة العشرين، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "حان الوقت للقيادة بالقدوة من أكبر الاقتصادات والدول المسببة للانبعاثات في العالم. فالفشل ليس خيارا".
"لا قرارات بشأننا، بدوننا"
بالإضافة إلى المفاوضات، غطت الاجتماعات والأحداث رفيعة المستوى الأخرى في مؤتمر المناخ في باكو مجموعة من الموضوعات - من العلاقة بين المناخ والصحة إلى التنمية البشرية والتعليم.
كما جعل الأطفال والشباب أصواتهم مسموعة في العديد من المناسبات الحية التي حضرها عدد كبير من المندوبين، حيث دعوا إلى الحماية من آثار تغير المناخ؛ ووضع تدابير لمنع مزيد من التدمير للكوكب، وتعزيز الجهود المبذولة للحفاظ على الطبيعة. وحثوا صناع القرار على منحهم مقعدا على طاولة مفاوضات المناخ وتنظيم مؤتمر منفصل للأمم المتحدة بشأن المناخ مخصص للأطفال.
وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يؤثر تغير المناخ على سلامة مليار طفل - أي نصف عدد الأطفال في العالم. ويعرض تلوث الهواء والأمراض المعدية والتدهور البيئي والظواهر الجوية المتطرفة صحة الأطفال للخطر، وتعيق كل هذه التحديات تعليمهم وتحرمهم من التغذية التي يحتاجونها للنمو والازدهار.
خلال موجات الحر، يتعرض الأطفال الصغار لخطر الجفاف لأن أجسامهم لا تستطيع تنظيم درجة الحرارة بشكل فعال. وتؤدي الفيضانات والجفاف إلى إفقار الأسر، ليتحمل الأطفال العواقب.
"الفيضانات تجبر المدارس على الإغلاق في ليبيريا، والأطفال يتغيبون عن المدرسة" كما قالت خوانيتا تامبا من الرابطة العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة، وهي أكبر حركة تطوعية في العالم لتمكين الفتيات والشابات. وقالت في حوار مع أخبار الأمم المتحدة: "خلال موسم الجفاف، يتعين علينا السفر لمسافات طويلة لجلب المياه، وغالبا ما تواجه الفتيات العنف أثناء محاولتهن الحصول على الماء".
تقدر اليونيسف أن الكوارث المرتبطة بالمناخ تتسبب في تغيب حوالي 40 مليون طفل عن المدرسة كل عام، والعدد آخذ في الارتفاع.
الطفلة زنيرة من باكستان، وهي واحدة من أصغر المشاركين في مؤتمر المناخ، جاءت إلى باكو لحضور المؤتمر بدعم من اليونيسف. وفي حديثها مع أخبار الأمم المتحدة قالت زنيرة "عندما تكون هناك فيضانات في بلدي، تصبح الموارد محدودة، ولا تكفي للجميع. الأطفال، وخاصة الفتيات، هم الأكثر تضررا".
وفي حديثه في مؤتمر صحفي لليونيسف حول العمل المناخي الذي يقوده الشباب، سلط رسول من أذربيجان الضوء على المخاطر التي تواجه بحر قزوين. وقال: "بسبب ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر الطويلة، ينخفض مستوى المياه في هذا المسطح المائي المذهل".
وأشار إلى أن تقلص بحر قزوين يؤثر بالفعل على سكان أذربيجان، الذين يعانون أيضا من ارتفاع درجات الحرارة: "كل من الصيف والشتاء في أذربيجان يزدادان دفئا".
"المستقبل يحتاج إلى صوت"
UN News/Nargiz Shekinskaya
خلال مؤتمر صحفي عقدته اليونيسف في باكو أثناء انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، دعت كاتارينا من البرازيل (يسار) وفرانسيسكو من كولومبيا (يمين) إلى عقد مؤتمر للمناخ يركز على الأطفال
المشاركة في مؤتمر المناخ كاتارينا، وهي ناشطة بيئية تبلغ من العمر 16 عاما من مدينة سلفادور الساحلية بالبرازيل، تحدثت عن تجربتها، وقالت إنها شغوفة بركوب الأمواج منذ طفولتها.
وأضافت: "عندما كنت في التاسعة من عمري، شعرت بالفعل بارتفاع درجة حرارة المحيط. بصفتي راكبة أمواج، أنا دائما في المحيط. أدركت أن هناك خطأ ما عندما كان الماء أكثر سخونة من المعتاد في المناطق التي كنت أتردد عليها. بعد ذلك، لاحظت أن الشعاب المرجانية مغطاة بالبقع البيضاء - كان ابيضاض المرجان شيئا لم أره من قبل".
على الرغم من صغر سنها، كاتارينا ناشطة مناخية متمرسة. عندما كان عمرها 12 عاما فقط، انضمت إلى أطفال آخرين في تقديم شكوى إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل للاحتجاج على تقاعس الحكومة عن أزمة المناخ.
وقالت: "كانت هذه هي المرة الأولى التي يتقدم فيها الأطفال بشكوى عالمية من خلال آلية تابعة للأمم المتحدة. لقد نددنا بخمسة بلدان، ونتيجة لذلك، اعترفت الأمم المتحدة رسميا بأن حقوق الأطفال تتأثر بنقص العمل المناخي".
في حديثها المشحون بالمشاعر والحماس، أكدت: "الأطفال لديهم أشياء ليقولوها، ونحن نعرف كيف نقولها. نحن بحاجة إلى المساحة. نحن بحاجة إلى مؤتمر للأطفال الآن".
كانت كاتارينا قلقة من أنه بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى منصب مؤثر، قد يكون الأوان قد فات لتنفيذ تغيير ذي مغزى. وقالت: "يجب أن تحدث إجراءات فعالة الآن. لهذا السبب يجب إشراك الأطفال في عملية صنع القرار. إذا كنا المستقبل، فإن هذا المستقبل يحتاج إلى أن يكون له صوت".
ما قالته كاتارينا أكدت عليه المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل في وقت سابق من هذا الشهر عندما قالت: "في مؤتمر المناخ ومن خلال المساهمات المحددة وطنيا، يجب على الحكومات إعطاء الأولوية لحقوق الطفل. يجب إشراك الأطفال في الحلول، ويجب على قادة العالم جعل أنظمة الرعاية الصحية والتعليم والمياه والصرف الصحي أكثر مرونة في مواجهة آثار تغير المناخ. لقد حان وقت العمل".
بموجب اتـفاق باريس للمناخ، يتعين على البلدان تقديم خطط عمل وطنية محدثة للمناخ - تُعرف بالمساهمات المحددة وطنيا - في العام المقبل خلال مؤتمر المناخ المقرر في البرازيل كوب-30. وفي هذا السياق، تحذر اليونيسف من أن أقل من نصف الخطط الحالية تراعي الأطفال أو الشباب، وأن ثلاثة بالمائة فقط تم تطويرها من خلال عمليات تشاركية تشمل الأطفال.
أحضرت بايتون إيساو البالغة من العمر ستة عشر عاما من كندا بيانا إلى مؤتمر المناخ، وقع عليه 800 من زملائها. وقالت بايتون لأخبار الأمم المتحدة: "نطالب الحكومات بالتواصل بلغة يفهمها الشباب حتى نعرف ما هي التدابير التي يتم اتخاذها لمكافحة تغير المناخ. يجب على الحكومات أن تتحرك دون تأخير لإبقاء الاحترار أقل من 1.5 درجة مئوية".