رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الهدر 30 مارس
يركز اليوم الدولي للقضاء على الهدر هذا العام على الأزياء والمنسوجات.
وهذا التركيز في محلّه.
فالأرض باتت ضحية لصناعة الأزياء.
وغالبًا ما تُستخدم آلافُ المواد الكيميائية في صناعة المنسوجات، والكثير من هذه المواد يضرّ بالناس وبالبيئة.
إن صناعة المنسوجات تبدِّد الموارد، مثل الأرض والمياه.
وتتسبّب في انبعاث غازات الدفيئة - مما يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ.
ومع ذلك يتم إنتاج الملابس بمعدلات مذهلة.
وكمية المنسوجات التي تُهدَر ضخمة: ففي كل ثانية، يتم حرق ما يعادل شاحنة قمامة مليئة بالملابس أو إلقاؤه في مكب نفايات.
إننا بحاجة إلى تبنّي نهج مختلف:
نهجٌ يفي بالالتزام الوارد في أهداف التنمية المستدامة للإنتاج والاستهلاك المستدامين.
وهناك بوادر أمل.
فالمستهلكون يطالبون على نحو متزايد بالاستدامة.
وهناك مبادرات مهمة تجمع بين مؤسسات الأعمال ورابطات هذه الصناعة والمجتمع المدني وجهات فاعلة أخرى من أجل دفع عجلة الاستدامة على صعيد هذه القطاع الصناعي برمّته.
وهذا يشمل ميثاق صناعة الأزياء من أجل العمل المناخي - الذي انبثق عن مبادرة للأمم المتحدة - وميثاق الأزياء الذي وضعته حكومة فرنسا.
ويعمل المجلس الاستشاري للأمم المتحدة المعني بالقضاء على الهدر على توحيد الجهود التي يبذلها الشركاء من أجل إنهاء الهدر - بما في ذلك الهدر المتأتي من المنسوجات – وعلى المساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولكن يجب علينا بذل المزيد من الجهود لكفالة تحقيق التغيير:
المستهلكون من خلال اختياراتهم؛
والشباب والمجتمع المدني من خلال جهود المناصرة التي يبذلونها؛
والحكومات من خلال وضع لوائح تعزز الاستدامة والوظائف اللائقة؛
وشركات الأعمال من خلال تبني مفهوم الاقتصاد الدائري والحد من الهدر وكفاءة استخدام الموارد عبر سلاسل الإمداد الخاصة بها.
في هذا اليوم العالمي للقضاء على الهدر، دعونا نلتزم جميعًا بضمان ألا تأتي مواكبة آخر الصيحات في عالم الأزياء على حساب مصلحة الناس والكوكب.
